محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية بعد زيارته الميمونة لهيئة الصحفيين وإجراء حوار مفتوح، أعلن مدير عام الخطوط السعودية منح تسهيلات لأعضاء هيئة الصحفيين، وقبل أن نتحدث عن محاذير هذا الإغراء أو الجسر الذكي الذي أراد مدير الخطوط السعودية مده مع الصحافة، ناسيا أو ربما لا يعلم أن غالبية الكتاب الصحافيين والمراسلين الميدانيين ليسو أعضاء في الهيئة بسبب إقصاء الهيئة لغير المتفرغين وحرمانهم الحقوق التي يتمتع بها العضو كامل العضوية في الهيئة، أقول قبل أن نتطرق للجانب الأخلاقي دعونا نذكر الهيئة أن التسهيلات والتخفيضات التي يحظى بها أي عضو في جمعية أو هيئة أو مؤسسة يفترض أن تحصل عليها تلك الهيئة أو المؤسسة أو الجمعية لأعضائها عن طريق التفاوض مع مانح الخدمة وبإغرائه بقصر تعامل الأعضاء مع هذه الشركة دون غيرها مقابل منح التسهيلات، وهذا هو الأسلوب المحترم الذي تطبقه كل الجمعيات المهنية مثل جمعية الصيادلة وجمعية أطباء العيون وهيئة المحاسبين، لا أن يتم ذلك عن طريق (شرهة) يعلنها مدير الشركة مقدمة الخدمة بمناسبة زيارة أو لقاء مفتوح، فهذا الأسلوب أقرب إلى شراء ذمة الأعضاء منه إلى إغرائهم كعملاء. لك أن تتخيل لو أن كل مسؤول يعاني من نقد الصحافة جاء في لقاء مفتوح لمحاورته وإحراجه بما يخدم الوطن والمواطن ويعكس نبض الشارع وبادر بطرح إغراءات من هذا النوع، فقام مسؤول الخدمة المدنية بعرض تسهيلات لأعضاء الهيئة في استخراج أوراقهم الثبوتية وتجديد دفتر العائلة، وقام مسؤول النقل بمنحهم مميزات القطار الوحيد، وبادر مسؤول الزراعة بتدبير طماطم مخفضة، ومسؤول التعليم بمنح تسهيلات للطلبة من أبناء أعضاء هيئة الصحافيين.. هل هذا أسلوب يليق بهيئة السلطة الرابعة؟!!، وما هو انعكاس ذلك على تعاطي الأعضاء مع هذه المؤسسات الخدمية، خصوصا أن منهم من يجيز ما ينشر، ومنهم من يحدد من ينتقد ومن يغض عنه الطرف هذا ما قصدت به الجانب الأخلاقي ولا ضرورة لمزيد من التفصيل، لكن الأمر المطمئن للجميع أن غالبية كتاب الرأي والصحافيين الفاعلين ليسو أعضاء في الهيئة، بل إن معظمهم انتقدوا الهيئة بمثل نقدهم للخطوط السعودية، وبعض رؤوساء التحرير يمنحونهم الاستقلالية التامة في آرائهم.