حينما قال الدكتور عبدالعزيز العمار، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، للمفتين غير الرسميين: «كونوا مثل أبي هريرة، أُمرَ بالسكوت فسكت»، فإنما كان يقول هذا الأمر من باب النصيحة، لأشخاص يعرفون تمام المعرفة شأن أبي هريرة، وشأن من أمره بذلك، أمير المؤمنين، الفاروق، عمر بن الخطاب، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك، هل سكت من نريدهم أن يسكتوا؟! الإجابة: لا. وهل هذه الإجابة مستغربة؟! أبداً، لقد كنا نتوقع ذلك. كيف إذاً سنتعامل مع هذه القضية الشائكة؟! في رأيي، أن نعكس آلية التعامل. فبدل أن نمنع مُصْدِريْ الفتاوى للناس، نمنع الناس من تلقي هذه الفتاوى. كيف نستطيع فعل ذلك؟! أن نستعين بالعلماء المتخصصين في علم الفتوى، كما رسمها لنا مَنْ لا ينطق عن الهوى، عليه أفضل الصلاة والسلام. وأن يقوموا بدراسة الفتاوى التي يروج لها المتخصصون في إثارة البلبلة والفرقة بين الناس، أو يروج لها أولئك الذين لا يملكون من العلم ما يؤهلهم للدخول في ساحة الفتوى. ويجب أن تكون هذه الدراسة على درجة من العمق، بحيث تصل إلى درجة عالية من الإقناع الشرعي والفكري. وبمثل هذا النوع من الممارسة، سنؤسس شكلاً من أشكال الحصانة للمتلقي، تحميه من استقبال الفتوى الملغومة بالأهواء السياسية أو الشخصية الانتهازية أو حتى بالجهل الشرعي.