بعض القضايا تجعلنا (مضحكة) أمام العالم. وقضية سحر القاضي في قضية المدينة تستحضر كل الضحكات العالمية لكي تقدمنا في أفلام كاريكاتورية (تفطس من الضحك).. أي عقل نمتلكه حتى يتم توجيه القضية لهذا المنحى المضحك، فالقاضي المتهم في القضية سارع بتزويد لجنة التحقيق بأنه مسحور، وبسبب السحر استرخى على كرسيه ومرر كل كمية الفساد تلك حتى لو سرقت المدينة كاملة لما استشعر بفداحة ما يحدث! وكنت أظن ان هذا العذر أوهن من بيت العنكبوت ولن ينظر له من قريب أو بعيد، إلا أن «عكاظ» أرادت أن توخزنا من الخاصرة وتذكرنا بأننا لا نعيش في العالم وأننا ما زلنا في عصور انتبه (جاك جني)، فقد نقلت أن الراقي استنطق «الجني» الذي تلبس القاضي «المسحور»، وذلك في جلسة رقية بحضور أعضاء لجنة السحر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. طيب ماذا قال الجني؟ ربما قال خطبة عصماء قبل أن ترتعد أطراف القاضي المسحور ضمنها حرمة المال والعرض والدم ثم اعترف.. ربما. أو انه جاء وهو يحمل دفتر شيكات ليعوض الناس عن حقوقهم المنهوبة. ويؤكد أن تلك السرقات محرمة إلا بالحق (طبعا ليس من ضمنها سحر الناس وأكل مالهم بالباطل)! وسماع الجني في اعترافاته هل سيحول رجال الهيئة إلى شهود نفي لسماعهم (الجني) وهو يغرد باعترافاته. لا.. لا، لم ينته الخبر هنا، (سامحك الله يا «عكاظ»)، بل تم مطالبة الراقي (من قبل محكمة المدينة) بإعداد خطاب للمحكمة يتضمن المعلومات التي أوردها «الجني» لدى استنطاقه، ومنها ما يخص الوسيط الهارب والمخالفات التي وقع فيها القاضي المسحور. يعني سيتم إرهاق الجني المعترف، مسكين الجني الذي ورط نفسه بهذا التلبس؛ لأنه لن يذهب إلى أي عمل حتى الانتهاء من كتابة وإعداد تقرير بكل ما يقوله، وربما يتم توقيفه ريثما ينتهى من الإدلاء بالمعلومات التي في حوزته!! هل يعقل هذا.؟ يعني القضية كلها وسرقة مائة مليون (حتروح فشنك) لأن الجني تكلم بأن القاضي المسكين كان مسحورا وسيكون للقاضي شهود نفي أيضا.. طيب لو (مشينا معاكم عمياني)، أليس من الممكن أن يكون الجنى متواطئا في سرقة المائة مليون، وقد وعد أن يعطى 5 في المائة من إجمالي المسروقات، وبالتالي فهو شاهد زور، ولو افترضنا نزاهة هذا الجني المتلبس، أليس من الممكن أن يكون الجني غير عاقل أو لم يبلغ الحلم أو يشرب دخان أو حليق الذقن أو مربي حمام حتى تصبح شهادته ليس لها قيمة، أم أن عليه إحضار مزكين أثناء إعداد التقرير. ولو ذهبنا مع الراقي الشرعي للأمام، هل يستطيع استنطاق الجني أمام الناس، بشرط أن يخرجه من جسد القاضي المسحور ويجعلنا نسمعه منفردا كي لا تخالطه رغبة القاضي الباحث عن البراءة.. هل يستطيع فعل ذلك؟ هذا طلبي وأتمنى من الراقي أن يدعوني لحضور مثل هذه الجلسات، خاصة وأنا مشبع برؤية فلم محمد هنيدي (خالتي نوسة)، فربما يكون الجني من جنسية أوروبية ويحتاج الراقي إلى خدماتي في الترجمة من الألمانية أو الفرنسية، أما إذا كان الراقي ضليعا وذا صلة بالعم قوقل فإنه سيتخلى عن ترجماتي، ومع ذلك فلا ضير من دعوة بعض الإعلاميين ليكونوا مروجين لهذا الجني الذي يعرف كيف يجعل لمائة مليون مسروقة مخرجا، وربما يجعلها حلالا طيبا.. بالله عليكم، هل نعيش نحن بين الناس؟ والله، إننا نضحك من لا يضحك! طلب أخير، أريد أيضا حضور جلسة شهود الهيئة، وأريد أيضا استصدار توصية لمن يسرق مال ودم الناس أن يتعاقد مع جني (أفاق) كي يقلب الحق باطلا.. ساعتها سأكون أول (الحرامية) ولن تكفيني (مائة مليون)، بل أريد بلع (ناقة الله وسقياها) وسأدعي أن ألف عفريت ركبني.. يا عمي شيل.