هناك من عتب على لاعب كرة القدم السابق فهد الغشيان، بعد حديثه في قناة العربية المتخم بالعبارات القاسية في وصف المجتمع الرياضي السعودي. وقبل أيام قليلة، أعقبت حديث الغشيان التلفزيوني، كان للجمهور الرياضي مشاهدة سلوك مشين قام به رئيس أحد الأندية الرياضية بعد ختام مباراة كرة قدم لفريقه. المسؤول الأول في النادي اتجه إلى حكم المباراة الأوروبي وقام بتصرفين وقحين، كل واحد منهما أوقح من الآخر. حقيقة، عبارات الغشيان القاسية لا يمكن مقارنتها بسلوك رئيس النادي، وكلا الفعلين أمام الجمهور، ومتروك لتقييم الرأي العام. وإذا كان الغشيان أخطأ في التعبير وفي اختيار المصطلحات المناسبة، فلربما جاء سلوك رئيس النادي ليعزز ما قاله، وليقدم صورة مصغرة، ربما لا أعرفها ولا يعرفها الجمهور غير الرياضي، عن عالم الرياضة. الإعلام الرياضي محسود على حرية الحركة أمام الكاميرات وعلى الورق، وفي الوقت ذاته، يواجه بالامتعاض من العبارات البذيئة والسلوكيات الوقحة، التي لا تخجل من الكاميرا. والغريب أن البذاءات لا تخضع للمساءلة لاحقاً، ولذا يتمادى الرياضيون السيئون في الأعمال السيئة باللسان وبالفم وباليد وبالأصابع. فهد الغشيان قال ما رآه في مجتمعه الرياضي، ولأنه محدود العلم والتعليم، فكان طبيعياً أن يأتي توصيفه بعبارات يختلف الجمهور على سلامتها، ولو امتلك من العلم القليل، لأوصل رسالته القوية بعبارات أفضل. لكن، هذا العلم والتعليم والمظهر المحترم، لم ينفع كثيراً مع الشخص، الذي تجاوز قسوة لاعب كرة القدم بأفعال بذيئة، رغم انتفاء المبررات لما فعله. ما يضاف إلى تلك البذاءة، هو جرأة الفعل أمام الكاميرا. فالسؤال ليس عن سبب فقدان الأعصاب أمام الجمهور في الملعب والمشاهدين خلف الشاشة، بل عن عدم الاكتراث بصورة الإنسان نفسه أمام الناس والرأي العام عامة، وقبل ذلك أسرته ومحيطه. ربما أن أصحاب السلوكيات الخاطئة، غير المبررة، لا يستشعرون فداحة تصرفاتهم؛ لأن محيطهم القريب لا يساعدهم على تمييز الخطأ عن الصواب، لكنها العقوبات الصارمة، وحدها الكفيلة بإعادتهم إلى جادة الطريق، أو إبعادهم عن أكبر مجتمع جماهيري في السعودية، وتنبيه الآخرين إلى حتمية انضباط السلوك واحترام الرأي العام.