يقول فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في بيانه الأخير حول ما أسماه فضيلته (الضجة) حول ظهور بعض أهل العلم على غلاف أحد المقررات: إننا نسمع في هذا الوقت أصواتاً (تنعق) بالمطالبة بتغيير المناهج التعليمية ونزعها من أيدي العلماء وجعلها بيد (الجهلة) الذين يسمونهم (التربويين). وليسمح شيخنا الفاضل بشيء من الحوار سيما أنه نشر بيانه للعلن من أجل الحوار والمناقشة. لا أحد (ينعق) فضيلة الشيخ بل هم (يكتبون) على الرسمي المسموح المتاح ويناقشون مسألة يجتهدون فيها وقد يصيبون ويخطؤون، في قضية هي حق للرأي العام الواسع العريض، تتداخل مع واقع ومستقبل كل طفل وشاب وأسرة في هذا البلد المبارك. وإذا كان كل من اختلف معكم حول هذه المسألة ليس إلا غراباً (ينعق) فعلى أقلّه نشفع لكم استخدامكم لمفردة نظيفة من صفات (الطير) وإلا فمن قبلكم أيضاً كان غيركم يقول إن من يناقش القضية كان (ينهق) من أجل أهداف مشبوهة. الموضوع القضية لم يكن حواراً بين أبناء آدم من جهة وبين – حيوانات – في الجهة الأخرى تنعق أو تنهق وإلا لما كانت المناهج صلب حوار وطني شامل في دورة رسمية ولمرتين بأمر ولي الأمر. وللتربويين، فضيلة الشيخ، أن يقبلوا أو يرفضوا وصمكم لهم – بالجهلة – وهو وصف مجلجل حتى بالتبرير أن الهدف، كما يقول علماء الأصول هو – المقيدَّ – لا – المطلق -. فإذا كان القصد هو – المقيد – فإن الوصف ينطبق على كتلة مسيري المناهج في الوزارة التي استثمرت حتى اللحظة في تعليم وتدريب وابتعاث ما لا يقل عن 5000 خبير تربوي إلى كل فجاج الكون، وإن كان المقصد هو – المطلق – كما هي لغة بيان فضيلة الشيخ فإن الجسد التربوي قد يصل لنصف مليون معلم وأستاذ جامعي، وكلهم يعملون بالمهنة تحت نطاق المصطلح (التربوي): هؤلاء هم الجهلة في بيان فضيلة الشيخ، وكلهم بتوصيفه يستحقون التسريح من غد طالما أن العالم فقط هو – طالب العلم – وكل البقية مجرد كتائب الجهلة. بقي من القول أن لا أحد يدعي بسحب بساط المناهج من طلبة العلم والعلماء ولن يدعو عاقل لذلك لأن هذا يتعارض مع الثوابت إيماناً ومعتقداً، وبقي أن أقول لفضيلته إنني ممتن لأن كتابه – شرح الاعتقاد – هو الكتاب المقرر الذي يحمله ابني في السنة الأولى من الجامعة وله الشكر مثلما نسأل له المثوبة. القصة التي نختلف عليها أو نتفق، هي في الجواب على السؤال الجوهري: هل يعتقد فضيلة الشيخ أن كل من حمل إجازة العلم الشرعي أو كان أحد طلبة العلم سيصلح بامتياز وكفاءة مطلقة لتأليف المنهج المدرسي بغض النظر عن آرائه أو مدرسته أو مرجعيته؟ إن أجابني بنعم فذاك حقه المطلق وإن أجابني بلا، فذاك بالضبط ما كان حوارنا حوله.