ننفرد، ليس في العالم العربي فقط، ولكن أيضاً في العالم الإسلامي وجميع الدول النامية، أن لدينا ملكاً نحن اهتماماته ونحن طموحاته ونحن كل مشغوليات عقله.. يتجاوز سلوكه المثالي نزاهة وكفاءة أداء إلى عدم التوقف عندما نحن نفرح به في عصرنا القائم، لكنه يؤهل لأن تجد أجيالنا القادمة مسارات تفوّق متنوّع الأهداف اقتصاداً وثقافة وتقنية محققة نتائج ما يؤسس له في واقعنا الحاضر.. ننفرد أننا نملك قدرات التفوّق الاقتصادي متى كنا في مستوى تنوّع الإبهار في إنجاح تنوّعاتها بشكل لا يتواجد في أي مجتمعات أخرى.. وننفرد أننا ننتمي إلى عروبة متكاملة لا خوف من اختراقات قوميات تستهدفها ما لم تحوّل العصبية القبلية إلى قوميات، وهو ما لم يحدث ولن يحدث.. تأثرت معظم الشعوب العربية بحالات الجنون الثوري التي أغرقت ببريق الكلام وضوح ما قبلها من خطط تطوير فأسقطتها، إلاّ ان الملك فيصل - رحمه الله - كان هو المنتصر الأبرز على ذلك الجنون الثوري الذي حاصرنا من مختلف الحدود.. ثم فشل.. الخلل لدينا ليس خلل أساسيات، ولكنه خلل وعي ومعرفة.. ففي حين جميعنا نبارك خطوات التطوير التجاري والاقتصادي عبر فاعليات حيوية نشاط الغرف التجارية وواقعية حضور المرأة المؤهلة رأياً وممارسة في مجالات هذا النشاط، نجد من يروّج «احتساباً» غير مطلوب يعترض فيه على تطور تأهيل المرأة قيادياً.. في مدينة جدة ثم يأتي تواصل الجهل فيعمّم ذلك على مواقع «النت» التي تبحث عن أي مثيرات شغب.. في ندوة إعلاميي الرياض مع زميلنا القدير قينان الغامدي وقف مَنْ سأل متى أستقيل؟.. وفي ردي عليه أوضحت له أن في جريدة «الرياض» تميّزات تفوّق حبذا لو طُبّقت في الصحف الأخرى، مثل ارتفاع عدد المتفرغين إلى ما يتجاوز الثلثين عن أي صحيفة أخرى، وأن «الرياض» تمنح المتفرغ أربعة مرتبات.. بدل سكن ونصيب أرباح، ثم وجود الزيادة السنوية.. وبالتالي فاستقالتي لو تقدمت بها لن تكون إلاّ بقرار شخصي منّي، وهو ما لم يحدث، بعد تفاهمي مع معالي رئيس مجلس الإدارة.. وبدلاً من أن يكون رد الفعل تجاه هذه المعلومات بأن تتعدّد مطالبة إعلاميين بضرورة أن تفعّل المؤسسات الصحفية الأخرى ذلك.. الذي حدث هو تعدّد النشر عن استقالة وهمية، مع تقديري الوافر لكل الذين سخروا من هذا التصرف.. الأمر لا يسيء لي، لكنه يكشف في جدة وفي الرياض عن وجود تدخلات متخلفة ليست عوناً داعماً لتواصل التطوير وطرح الإيجابيات للمطالبة بتعميمها بقدر ما هي توضّح شيوع الفوضى احتساباً أو إعلاماً متدنياً في الرؤية لتنوّعات أحداث التطوير..