عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية زهقت وزهق غيري من الكتاب عندما تقرر أن تكتب شيئا عن أهمية احترام المدرس.. باعتباره الأب الثاني للطالب.. وأن من علمني حرفا صرت له عبدا. زهقت من الامتثال بما قاله أمير الشعراء: قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. وهو البيت الشهير الذي قلبه “العيال” إلى: قم للمعلم وفه التلطيشا.. كاد المعلم أن يكون شاويشا.. وقد تجاهل التلاميذ والطلبة البيت الأول، وهاموا حبا في الثاني.. فنحن نسمع ونقرأ كل يوم عن تلميذ ضرب معلمه أي وفه التلطيشا.. والأسباب كثيرة منها أن يكون الطالب أقوى من المدرس جسمانيا.. أو يكون مسنودا من أب معروف أو غني أو ذي سلطة.. أو أن يكون التلميذ يعرف مقدما أنه لن يعاقب لأن ناظر المدرسة قريبه أو صديق والده.. أو ناظر “خيخة” أي ضعيف الشخصية. وقد كدت أنشر بعض ما نشرته الصحف من وقائع ضرب المدرسين ولكن رئيس التحرير نبهني قبلا ألا أنشر ما سبق نشره رغم أنه من مهام الكاتب أن يعلق على ما ينشر مع اختصاره قدر الإمكان أو بلورته كما يقول الفصحاء. وها أنذا أذعن لرأي السيد رئيس التحرير وأكتفي بالتعليق على ما سمعت وقرأت فقط دون إيراد التفاصيل. والظاهرة خطيرة ويجب استئصالها كما نستأصل الورم السرطاني لأن ضرب المدرس دليل على سوء التربية الأسرية.. ودليل على عدم احترام المعلم والعلماء ودليل على استشراء ظاهرة البلطجة في مجتمعنا. أطالب سمو وزير التربية والتعليم أن يتابع هذا الموضوع وأن يعامله بكل الحسم والعزم.. وإلا!