يوسف الكويليت - الرياض السعودية لو أجمعت شعوب القارات وحكوماتها، عدا أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن أي شكوى أو احتجاج على إسرائيل سيتغلب بقوة المؤيدين النافذين على بقية العالم، ويبدو أن أمريكا وأوروبا مستعدتان لتغيير دساتيرهما وأنماط سلوكهما السياسي، وحتى قوانينهما لتكون في خدمة إسرائيل، ويبدو أيضاً أنه لا يوجد في العالم من يحتمي بهذه المظلة، سواء كان دولة دينية تتبع الكنيسة أو المسجد، أو اتباع الأديان وغيرهم، أو حليفاً بمستوى كوريا الجنوبية لأمريكا، أو من سيحظى بإعلان حالة الطوارئ القصوى، وإعلانها في القواعد العسكرية الأرضية والجوية والبحرية التي تعتمد نظرية الدمار الشامل، مثلما تحصل عليه إسرائيل.. مشكلة الوطن العربي أنه عاش الرهان على كسبٍ دبلوماسيّ وسياسيّ بديل عن انتصار عسكري، وبموجب هذا الأمل تقدمت الدول العربية بطلب انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار للأسلحة النووية، وكالعادة، أعلنت أمريكا احتجاجها، ليس على مستوى شخصية ثانوية، بل على لسان الرئيس باراك أوباما، ووقفت أوروبا تلوم الدول العربية على التوقيت والمبادرة، لأن هذا لا يخدم السلم العالمي، في وقت تلاحَق أي دولة عربية بامتلاك أسلحة تقليدية مصدرها تلك الدول، ولولا أن الاتحاد السوفياتي قديماً فتح ترساناته لكل مشترٍ ينازع الغرب أيدلوجياً، لما وصلت رصاصة للدول العربية، وبعد الشعور بأن إسرائيل تفوقت على دول المنطقة كلها عسكرياً، بما فيها تركيا وإيران، بدأ السماح بتصدير (بعض) الأسلحة للدول العربية، وقطعاً لن تكون بكفاءة ما يُمنح لإسرائيل ، تحت ذريعة الشراء، أو المقايضة بسلع أخرى، لتبقي تفوقها قائماً.. هناك مطارَدة لكل دولة تسعى لامتلاك سلاح نووي، وهذا منطقي في عرف الأمن العالمي، لكن لماذا إسرائيل دائماً هي خارج المساءلة، بينما يدمَّر مشروع مفاعل تموز العراقي، وشبه ما قيل عن مفاعل سوري وبضوء أخضر من جميع القوى التي تمتلك هذه الأسلحة وتحتكرها؟! ولو عُرض الأمر على الأممالمتحدة، وتم الاتفاق على رضوخ إسرائيل للإرادة الدولية، فإن أول المستهجنين لهذه الآراء ومن أقرها، هو أمريكا ثم أوروبا، والعجيب أن دول القارتين تعلم بامتلاك إسرائيل ترسانة أسلحة الدمار الشامل، لكن يعاقَب كل من يفشي هذه الأسرار حتى لو كان إسرائيلياً، حفاظاً على أمن هذه الدولة!! وعلى هذا الأساس تم تمييز إسرائيل ورعايتها بقانون القوة، لابعدالة القانون، وهذه الرعاية التي وصلت إلى الحساسية المفرطة من كل من يتعرض لإسرائيل بأنه لاساميّ، تؤكد أن المسائل لا تحكَم بإرادة دولية، بل بمفهوم الضغط المباشر من قبل الدولة العظمى وأتباعها.. وعلى العرب فهم الحقيقة ، بأن أي مطالب سلمية أو قانونية قابلة للتطبيق على الكل، العلْمُ مقدماً أن إسرائيل هي فوق الجميع، وهي المعادلة التي يجب أن نواجه بها حقيقة من هو الخصم قبل العداء مع إسرائيل..