محافظ الطائف يشارك لاعبي المنتخب السعودي تحت 17 سنة فرحتهم بالتأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا 2025    الحماد توجت الجامعات الفائزة...طالبات جامعة الملك سعود يُتوجن بكاراتيه الجامعات    لعل وعسى    قصّة لَوحة.. لكن من غَزة    رواية حقيقية من الزمن الماضي    تراجع أسعار الذهب    في جلسة وزارية خلال المؤتمر.. وزير التعليم يعلن:تأسيس مؤسسة وطنية لإعداد المعلمين    اتفاق سعودي – أمريكي مرتقب في الطاقة والتكنولوجيا النووية المدنية    "العيد في عيون الشعراء".. أمسية شعرية يضيء بها نادي الثقافة والفنون ليلته    300 شركة في ملتقى الأعمال السعودي المصري بالقاهرة و (4) اتفاقيات تجارية    غوتيريش يدين الهجمات على مخيمات النازحين غربي السودان    أمانة الطائف تحوّل موقع مهمل إلى رئة جمالية جديدة .    أمير تبوك يقلد مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة رتبته الجديدة    أمّ القرى ترتقي بمنجزاتها على منصّات التتويج الدولية 2025    تجمع الباحة الصحي يشارك في قافلة التنمية الرقمية    فريق طبي ب "تجمع الباحة الصحي" يشخّص حالة طبية نادرة عالميًا    بلدية محافظة الرس تطرح 13 فرصة استثمارية في عدة مجالات متنوعة    ضغط عسكري متزايد على آخر معقل للجيش في دارفور.. الدعم السريع يصعد في الفاشر ويستهدف مخيمات النازحين    مدير فرع الهلال الأحمر يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية    أسرة العساكر تحتفي بزواج خالد    أمانة جدة تصادر 30 طنًا من الفواكه والخضروات    "محراب" أول قائد كشفي يرتدي الوشاح الجديد لكشافة شباب مكة    لبنان دولة واحدة تمتلك قرار السلم والحرب    اجتماع أمني رفيع بين العراق وتركيا لبحث التنسيق الأمني    رؤية تبني الأرض والإنسان.. العقار بين الطموح والتوازن    موجز    تعرف على المنتخبات المشاركة في كأس العالم تحت 17 عاماً FIFA قطر 2025TM    التعامل مع الأفكار السلبية.. تحرير العقل وكسر قيود الذات    المنظومة الصحية السعودية تحصد جائزة و19 ميدالية عالمية    السعودية تحصد الجائزة الكبرى في معرض الاختراعات.. وزير التعليم: القيادة الرشيدة حريصة على رعاية التعليم والمواهب الوطنية    الزامل مستشاراً في رئاسة الشؤون الدينية بالحرمين    الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر توقع مذكرة مع جامعة الملك خالد    وقفات مع الحج والعمرة    بختام الجولة 27 من روشن.. الاتحاد يبتعد في الصدارة.. والنصر يهدد وصافة الهلال    في انطلاق الجولة29 من" يلو".. النجمة للمحافظة على الوصافة.. والطائي للتعويض    مستشفى أحد رفيدة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للتوحد" و "عش بصحة"    "ترند" الباراسيتامول يجتاح أمريكا وأوربا    مؤتمر لتحسين جودة الحياة الأحد المقبل    أمير تبوك يعزي أبناء جارالله القحطاني في وفاة والدهم    الأردن تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين في مدينة الفاشر بالسودان    رابطة العالم الإسلامي تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني بغزة    أمير الرياض يستقبل محافظ الخرج    جمعية المراجعين الداخليين ترسل نخبة من طلاب الجامعات السعودية للولايات المتحدة الأمريكية    الأخضر السعودي تحت 17 عاماً يتأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا على حساب منتخب اليابان    بنزيمة الغائب الأبرز عن تدريبات الاتحاد    جامعة جازان تستضيف ندوة "الإفتاء والشباب" لتوعية الجيل بأهمية الفتوى    قصف خامس يضرب مصحات غزة    موقف سالم الدوسري من لقاء الخليج    شيخ علكم إلى رحمة الله    وزير الشؤون الإسلامية يوجه خطباء الجوامع بالحديث عن ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم    700 قاضٍ يكملون الفصل الأول من الدبلوم العالي للقانون الجنائي    صحة القريات تستدعي ممارسة صحية وافدة ظهرت في إعلان مرئي مخالف    السعودية تدين وتستنكر الهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر وأسفرت عن عدد من القتلى و الجرحى    إطلاق 25 كائنًا فطريًا في محمية الإمام تركي بن عبدالله    توطين 25 كائنًا فطريًا مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    أمير تبوك يعزي أبناء جارالله القحطاني في وفاة والدهم    محافظ الطوال يعزي أسرة المرحوم الشيخ عبدالرحمن بن حسين النجمي    ولادة ظبي رملي بمحمية الأمير محمد بن سلمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"توازن الرعب"! هل هو حل ممكن لاستقرار لبنان؟
نشر في أنباؤكم يوم 24 - 09 - 2010

كل الذين يتابعون ردود فعل الأمين العام لحزب الله السيد "حسن نصر الله" على ما يستجد في لبنان، أو حتى المواقف التي ينشئها ابتداء، كانوا يلاحظون أنه كلما تحصل "نصر الله" على تنازلات جديدة من خصومه في تيار المستقبل، فقد كان ينتقل إلى متطلبات جديدة منهم، حتى ليتساءل المرء: إلى أي سقف سيصل اللبنانيون مع "نصر الله" في لبنان؟
نستعجل فنقول: إن ما يطلبه "نصر الله" لا ينحصر في لبنان وحده، بل يتجاوز طموحه لبنان أن يرى "ولاية الفقيه" تمتد -كما هو حاصل في إيران- لتضم لبنان وسورية والعراق وسواحل دول الخليج العربية المطلة على الخليج العربي.
نستعجل مرة ثانية لنقول: إن التسويات الآنية –بالتقسيط- مع حزب الله في لبنان، لا تشكل سداً يوقف الانزلاق المخوف في حمأة الفتنة الطائفية السنية-الشيعية في لبنان. والحل الناجع الوحيد أن يقول قادة السنة في لبنان لقادة حزب الله: كفى! وأن لا يكتفي قادة السنة بالتصريحات الحادة التي أطلقها نواب طرابلس بعد استباحة سلاح حزب الله لمطار الشهيد "رفيق الحريري" يوم أن استقبل اللواء المتقاعد "جميل السيد" كأنه قائد منتصر. بل عليهم أن يعملوا على أن يكون للسنة سلاح مقاوم يدخل -كما دخل سلاح حزب الله- في صلب البيان الوزاري. لأن الأصل أن كل الطوائف اللبنانية متساوية في الحقوق والواجبات، و"ما في حدا أحسن من حدا". وما لم يحصل هذا التكافؤ فلن يتوقف سلاح حزب الله عن العربدة في بيروت.
على قادة أهل السنة في لبنان أن لا يكتفوا بالتفاهمات السورية السعودية التي قيل إن الأطراف اللبنانية رضيت أن تعمل تحت سقفها في لبنان. فإن "نصر الله" -واستطرادا سورية- لن يلتزم بهذه التفاهمات، ما لم يتم شطب المحكمة الدولية نهائيا من المعادلة اللبنانية. بل وأن تكون كلمة حزب الله هي الكلمة المسموعة في لبنان، وأن يكسب مساحات إضافية من النفوذ في لبنان.
سورية فهمت من اعتذار رئيس الحكومة اللبنانية "سعد الحريري" عن اتهامها "السياسي" بمقتل والده "رفيق الحريري"، بأن هناك اتهاما قضائيا ما يزال قائما في ذهن "سعد الحريري" لرموز سوريين قد يكشف عنها القرار الظني عند صدوره فيما بعد. وبالتالي فإن "سعد الحريري" يكون مخطئا إذا ظن أنه يستطيع أن يمارس سلطته كرئيس للحكومة اللبنانية ليخدم لبنان كله في ظل التحديات التي يمثلها سلاح حزب الله، بدعم من سورية.
قد يقول قائل: إن لبنان فيه عدة طوائف، فلماذا يسمح لأهل السنة أن يكون لهم سلاحهم المقاوم من دون أن يكون مثل هذا السلاح مسموحا به لباقي الطوائف؟
الأصل أن السلاح يجب أن يكون محصورا في يد الجيش اللبناني فحسب. أما وحزب الله يصر على التمسك بسلاحه المقاوم وأن ينص على ذلك في البيان الوزاري، فالأمر الطبيعي ألا يحظر امتلاك السلاح على باقي الطوائف، طالما أن حزب الله يمتلك السلاح. فالمساواة بين اللبنانيين حق كفله الدستور اللبناني. ومن باب أولى أن يتم التساوي بين كافة الطوائف اللبنانية.
وقد رأينا كيف أن رئيس المجلس النيابي "نبيه بري" اعتبر أن حكومة "فؤاد السنيورة" الأولى لم تعد تتطابق مع الدستور اللبناني لأنها أصبحت غير ميثاقية بعد أن استقال منها الوزراء الشيعة. ومن باب أولى أن يصبح الوضع الحالي غير ميثاقي ويخالف الدستور، لأن السلاح محتكر بيد طائفة واحدة دون باقي الطوائف.
هذه ليست دعوة إلى الحرب الأهلية (التي حذر منها رئيس تيار المردة النائب "سليمان فرنجية" في حديثه إلى برنامج "كلام الناس" في "المؤسسة اللبنانية للإرسال" مساء يوم الخميس 23 أيلول الجاري، عندما قال: "إذا اتهم القرار الظني حزب الله بقتل الرئيس الحريري فهناك حرب في لبنان")، بل دعوة إلى تسليح الطوائف اللبنانية كلها لتكوين حالة من "توازن الرعب" في لبنان، فلا يفكر طرف يمتلك وحده السلاح بتهديد باقي الطوائف، عندما يعلم أن هناك من يملك سلاحا مثل سلاحه. عندها سيسود السلم الأهلي وتستقر الحالة الأمنية، فلا يفكر حزب الله -"كلما دق الكوز بالجرة"- أن ينزل بميليشياته إلى شوارع بيروت مثلما فعل في 7 أيار عام 2008، يوم احتل بيروت الغربية، لأنه يعرف أن هناك ميليشيات أخرى سوف تقف في وجهه.
استطرادا، فقد أضاف "فرنجية": "إذا كانت المحكمة الدولية قرار فتنة في لبنان، فلماذا لا تلغى"؟ هذه دعوة لعمري من أعجب العجب. إذ أنها دعوة لتسود شريعة الغاب في لبنان. إذ لن يخشى قاتل على نفسه، طالما أنه ليس هناك من يحاسبه.
لتوضيح فكرة "توازن الرعب"، نذكر أنه عندما انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991، رأينا كيف أن أمريكا أخذت تعربد في العالم بعد أن أصبحت القوة الأعظم والوحيدة في العالم. فاحتلت أفغانستان، ثم اجتاحت العراق، ولا تزال حتى الآن تمسك بالهراوة الغليظة تهدد بها دول العالم. الوضع لم يكن كذلك يوم أن كان هناك معسكر شرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي ومعسكر غربي بقيادة أمريكا، فلا تجرؤ أيٌ من القوتين الأعظم على تهديد السلم العالمي. وقد اضطر الاتحاد السوفياتي بفعل "توازن الرعب"، أن يفكك صواريخه النووية التي نصبها في كوبا عام 1962، بعد أن حاصرت البوارج الأمريكية سواحل كوبا. وقد حبس الناس أنفاسهم عندما أصبح العالم على شفا حرب نووية مدمرة.
الحالة النموذجية أن يسمح لكل اللبنانيين بتسليح أنفسهم ليدافعوا عن لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية. وليس مطلوبا أن يذهب الجميع إلى الجنوب اللبناني ليباشروا منه مهمة الدفاع عن لبنان. فيكفي أن يشتروا السلاح ويتدربوا عليه في المناطق اللبنانية التي يسكنون بها. وإذا فكر العدو الإسرائيلي بمهاجمة لبنان فسيجد أن مهمته أصبحت أصعب مما كانت عليه من قبل، لأن لبنان كله سيقف في مواجهته. عندها لن يستطيع حزب الله الاعتراض على وقوف اللبنانيين في وجه إسرائيل. وهكذا يدافعون عن لبنان ضد إسرائيل، ولا يفكر فريق لبناني بالاعتداء على فريق آخر بفعل "توازن الرعب".
هذه هي الطريقة الدستورية الوحيدة التي تسمح لكل طائفة لبنانية بالدفاع عن نفسها، بأن تتسلح لمواجهة إسرائيل. وإذا ما أرادت طائفة لبنانية أن تتجاوز على طائفة لبنانية أخرى أو أن تأخذ أكثر من حقها الذي كفله الدستور، فستفكر طويلا "وتعد للعشرة" قبل أن تحاول أن تتجاوز على حقوق غيرها من الطوائف، و"لا يفل الحديد إلا الحديد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.