تساءلتُ خلال ورقة عمل قدمتُها بعنوان: (أساليب الطرح والمعلومات المتداولة في موضوع الإيدز) في المؤتمر الذي نظمته الجمعية السعودية لمرضى الإيدز مطلع العام الحالي، قائلاً : لنفترض أن طفلك أخبرك أن أحد تساءلتُ خلال ورقة عمل قدمتُها بعنوان: (أساليب الطرح والمعلومات المتداولة في موضوع الإيدز) في المؤتمر الذي نظمته الجمعية السعودية لمرضى الإيدز مطلع العام الحالي، قائلاً : لنفترض أن طفلك أخبرك أن أحد زملائه في المدرسة مصاب بالإيدز.. ماذا ستفعل؟! المتوقع أنك ستتأكد من صحة المعلومة في اليوم التالي.. حسناً؛ ماذا لو أكدت لك إدارة المدرسة أن الأمر حقيقي وأن إصابة ذلك الطفل بالإيدز حدثت نتيجة لنقل دم أو غيره.. ما هي ردة فعلك لحظتها؟! أظن أن أول ما سيتبادر إلى ذهنك هو نقل ابنك ليس من الفصل الدراسي بل من المدرسة بالكامل! الخلاصة: إلى الأمس القريب كان مجرد ذكر "الإيدز" يصيب الإنسان بالرعب.. ومع ذلك وهذا حجر الزاوية أصبحت الجهات الرسمية تمتلك الشجاعة للإعلان عن الأرقام.. أصبحنا نعرف حجم الإصابة وارتفاعها ومعدلاتها.. بل وأصبح لدينا جمعية خاصة بمرضى الإيدز تؤدي نشاطها بفعالية كبيرة.. المعنى: لم يعد هناك حرج من الإفصاح عن الأرقام الحقيقية كما كان في السابق.. أمس وهذا موضوعنا اليوم قرأت تصريحاً أعتبره مهما للغاية لمدير الشؤون الصحية في إحدى المناطق يؤكد فيه (تزايد) حالات إدمان المخدرات بكافة أنواعها خلال الفترة الأخيرة، وأن مستشفى الأمل في تلك المنطقة تلقى آخر يومين من رمضان المبارك 4 حالات إدمان وتعاطي جرعات زائدة، توفي بسببها أحد المرضى!! ما الذي أود قوله؟! أريد القول إنه مهما حذرنا الناس من خطر المخدرات.. ومهما بذلنا الأموال للتوعية.. ومهما اتخذنا من التدابير الوقائية.. كل ذلك لا يوازي ناقوس الخطر الذي ستدقه لغة الأرقام.. بمعنى: لماذا لا يتم الإعلان عن عدد المدمنين في بلادنا؟ لماذا لا يعرف الناس الرقم الحقيقي حتى يدركوا حجم الكارثة؟ مم نحن خائفون؟!