كشفت دراسة قام بها أحد الباحثين عن أن عدد العوانس في المملكة سيصل في خلال الخمس سنين القادمة إلى أربعة ملايين، أي نصف عدد النساء، كما كشفت الدراسة في الوقت نفسه عن أن نسبة الفشل الزواجي تصل إلى 30٪، أي بكلمات أخرى 18 ألف حالة طلاق مقابل 60 ألف حالة زواج، وهذا يعني في الظروف الحالية وندرة المجالات التي يسمح للمرأة بالعمل فيها أن البطالة بين النساء ستصل إلى 50٪ على الأقل، وليس أدل على ندرة المجالات من الأصوات التي تصاعدت أخيراً منددة بتعيين بعض النساء كاشيرات وبائعات تجزئة، ولا أدري ما الذي يريده هؤلاء؟ هل يريدون أن تقبع المرأة في البيت إلى أن يأتيها أجلها المحتوم، وفي هذه الحالة هل تضمن من يصرف عليها ويقيم أودها ويرعاها؟ والجواب أغلب الظن سلبي، ووجودهن كعانسات يعني أن الكثير من الشباب غير قادرين على الزواج وما يتبعه من نفقات وتأسيس أسرة، وبالنسبة للمطلقات: هل تضمن أن يقوم الزوج الذي طلقها بالإنفاق عليها؟ وهذا يجعلنا نقول إن عمل المرأة لم يعد ترفاً وتزجية وقت، بل أمراً لازماً تقتضيه ضرورات العيش، وغير ذلك ليس أمامها سوى التسول، ولا أريد أن أقول الرذيلة، فنساؤنا يتعالين عليها ولا يمكن أن يقترفنها، ولا يبقى سوى أن نفتح لهن أبواب العمل بدون قيود غير تلك التي يمليها الشرع، وليس تلك التي تمليها التقاليد.