محمد اليامي - الحياة السعودية دائماً ما يُتحفني «الشيخ المهندس»، كما يحب أن نسميه، برسائل إلكترونية جميلة أو عميقة أو طريفة. ومنها رسالة «ملخص الإيميلات من 2005 حتى 2010»، وفيها تقسيم بحسب النوع، وأحسبها - كما جاء في الرسالة - تدل على عصر «الهبل»، ولا أعرف تحديداً هل هي بضم الهاء، أم بفتحها وفتح الباء؟ أولاً: المقاطعة. قاطع المنتجات الأميركية، لأنها تدعم إسرائيل. قاطع المنتجات البريطانية، لأنها تدعم أميركا. قاطع المنتجات الدنماركية عشان الكاريكاتير. والهولندية عشان «الفيلِْْم». والألمانية لأنها بجوارالدول السابقة. ثانياً: الصحة. لا تشرب «بيبسي»، لأنه يحتوي على مواد تنظيف وعصارة خنزير. لا تشرب «ريد بول» لأنه يسبب العقم، لا تستعمل الشامبو، لأنه يسبب سرطاناً. لا تأكل لحم البقر، لأنه يسبب جنون البقر. لا تأكل دجاجاً بسبب أنفلونزا الطيور. لا تأكل سمكاً بسبب المد الأحمر. لا تأكل خضاراً ولا فواكه، لأن كلها هرمون. لا تشرب ماء من الحنفية، لأنه معالج بالكلور. لا تشرب ماء مفلتراً لأنه يسبب نقص فيتامين 12. لا تأكل معلبات لأنها تحتوي على مواد حافظة. لا تشرب عصيراً طبيعياً، لأنه يأتي على شكل عصارة مركزة، لا تشرب عصيراً غير طبيعي، لأن كله ألوان. وقد تتساءل: يعني آكل هواء؟ لا طبعاً، لأن الهواء ملوث بعوادم السيارات والمصانع، وإذا خالفت النواهي السابقة كلها، دخلنا على العادات: لا تنام ولا تمشِ، ولا تقعد بعد الأكل، أحسن شيء... أنك تأكل وتنتحر! ثم تأتي النصائح الطبية: لا تحفظ الماء في الثلاجة داخل علب بلاستيك لأنها مسرطنة، ولا في زجاج لأنه قد ينكسر من دون أن تعرف وتشربه وتموت، ولا تضعه خارج الثلاجة لأنه ممكن يتلوث، لا تستخدم «الموبايل» من دون سماعة عشان الموجات تقتل خلايا المخ، ولا تتكلم عن طريق السماعة عشان الكهرباء الساكنة، ولا تتكلم عن طريق البلوتوث عشان الموجات «برضو» تقتل خلايا المخ، ولا تشغل المكيّف لأنه مضر، ولا تطفئ المكيف لأنه حر. اشرب خَلْاً عشان يحرق الدهون، لا تشرب خَلْاً عشان يسبب قرحة، اطلع في الشمس عشان فيتامين «د»، لا تطلع في الشمس عشان الأوزون. النصائح الدينية ورسائل انشر كذا مرة تكسب كذا حسنة، كثيرة. وحظيت بتعليق في الرسالة نفسها، وتعليقي عليها أنها ربما لا تحمل تناقضات ساخرة كالأنواع الأخرى أعلاه، وهي ممارسة جميلة لو قننت، لكنها سلاح ذو خطرين، الأول أن بعض ما يرد فيها من أحاديث لا نعرف سندها وصحتها، ولا نود المساهمة في تكريسها، وهي موضوعة أو مفتراة، والثاني مبدأ الثواب المغري والعقاب المخيف، المضمونان وفقاً لبعض الرسائل لكل من يعيد الإرسال أو يمتنع عنه. وهذا بالفعل يؤثر في الكثيرين.