يحتاج بعض الدعاة إلى تدريب واع على استخدام المنابر الإعلامية الواسعة الانتشار والمخترقة للحدود ليفرقوا بينها وبين محاضرة محدودة الحضور على مجموعة من الناس يدينون بالإسلام. ما لا أستطيع قوله في دولة أوروبية أعمل أو أقيم فيها هوعينه ما لا يجب أن أقوله في قناة فضائية تصل إلى ما لا يصل إليه منبر المسجد. ذلك المقيم أو العامل ستلاحقه الإجراءات القانونية إذا وصف اليهود بما قاله أحد الدعاة في قناة "الرحمة" وسيطرد ويمنع من الدخول ثانية. وهو ما سيحدث لأي وسيلة إعلامية، وعلينا أن نتقبله بلا تشنج أو شعور بالعداء من الآخرين أو ترويج لنظرية المؤامرة التي تريد تقويض إعلامنا وقنواتنا، فلا أحد خارجنا يهمه أمرها لأنها ضعيفة التأثير متواضعة الإمكانيات، ولولا أننا نقرصهم بما لا داعي له ولا حاجة لنا به ما اهتموا بها أو سعوا لوقفها. مبادئ الإعلام إذا أردت أن تكون إعلاميا أن تتعلم أدواته وحرفيته، تقدم رسالتك إلى العالم كله بصحيح الإسلام ورحمته بلا فظاظة أو غلظة قلب. للأسف الشديد، البعض يعتقد أنها جرأة وشجاعة أن يجلس في استوديو أي قناة فضائية ليلعن هذا ويسب ذاك مضخما الصوت ورافعا النبرة كأنه يستهدف فقط سكان الحارة التي بها مسجده أو المخيم الصيفي الذي يجمعه ببعض طلابه. الصديق محمد الزرقاني فقد منصبه منذ عدة سنوات كرئيس تحرير لجريدة "اللواء الإسلامي" - والذي عاد إليه فيما بعد - بسبب مقال كتبه الدكتور رفعت سيد أحمد، تناول فيه قضية الهولوكوست. المقال انتشر بسرعة البرق في أنحاء العالم وأغضب المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة وأوروبا، رغم انتشار الصحيفة المحدود جدا في مصر وعدم وصولها إلى أي دولة أخرى قريبة أو بعيدة. الوعي الإعلامي والسياسي وإدراك متطلبات الواقع الذي وصلت إليه الجماعة الإسلامية بعد تجربة مريرة في الميدان، نتمناه للإسلاميين على اختلاف فصائلهم واتجاهاتهم، خصوصا أولئك الذين يسيطرون على فضائيات أو صحف أو مواقع إلكترونية، ويجب أن يحافظوا عليها بالحكمة والتدريب المستمر على فنون الاتصال التي يجب أن يدرس فيها صاحب الرسالة ظروف المتلقي ومزاجه وثقافته واتجاهاته الفكرية والمساحة الجغرافية التي يستهدفها.