أيد عدد من ائمة وخطباء المساجد في مكةالمكرمة ومجموعة من الاعلاميين فكرة مشروع انشاء قناة ناطقة باللغة العبرية تستهدف اليهود لنشر الاسلام من باب المجادلة بالحق والتي احسن، وتبليغ الرسالة الى الناس كافة عسى ولعلَّ يدخل الاسلام الى قلوب هؤلاء. ويشدد بعض الدعاة الى أهمية دراسة هذا المشروع دراسة متكاملة وعقد ورش عمل من قبل اختصاصيين لمناقشة المشروع من كافة جوانبه قبل التسرع باطلاقه. واكد مدير العلاقات والاعلام الدكتور حمدان الغامدي تأييده المطلق لفكرة إقامة قناة فضائية باللغة العبرية موجهة لليهود معتبرا أن ما قال به الشيخ سلمان العودة حول هذا الموضوع محل الصواب. وقال الغامدي ان إنشاء قناة فضائية إسلامية بتلك اللغة تدخل تحت منظومة الثقافة بالثقافة والفكر بالفكر فكما أن اليهود وأعوانهم يغزون ويبثون إلينا أفكارهم فيجب علينا محاربتهم بتلك الثقافة وبذلك الفكر. وعد الغامدي أن إنشاء مثل هذه القناة بمثابة روح التجديد وتبليغ الرسالة المحمدية وذلك ببث مبادئ الدين الإسلامي الصحيح لتلك الطائفة من الناس وتبليغ دعوة الله تعالى إليهم ونشر روح الحوار وفق الشريعة الإسلامية السمحة والمجادلة بالحق، وفك غموض الغشاوة التي تعمي أبصارهم وتجعلهم لا يرون الحق في هذا الدين المبارك. فيما قال الدكتور خالد بن صالح إمام وخطيب جامع السندي بمكةالمكرمة نحن مع هذه الفكرة وهي فكرة إنشاء قناة فضائية إسلامية باللغة العبرية وتكون موجهة لليهود لأن من هدى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن أرسل الصحابة دعاة للخير وتعليم الناس هذه الدين وطلب من الصحابة تعلم اللغات المنتوعة من أجل نشر دين الله تعالى ونحن عندما نقوم بإنشاء قناة إسلامية باللغة العبرية والتي تخص اليهود وتتحدث معهم فإننا بذلك ننشر الإسلام الصحيح ونعلمهم هذا الدين الحق المبين فقد أرسل الرسول صلى اله عليه وسلم الرسل إلى ملوك العالم وكتب الكتب وفي هذا دليل واضح على رحمة وعالمية هذا الدين الحنيف من جهته قال الدكتور الإعلامي على حمد الجهني مدير قناة الخليجية سابقا :نؤيد بكل تأكيد إلى ما ذهب إليه الشيخ سلمان العودة المفكر الإسلامي في دعوته إلى إنشاء قناة عبرية ونرغب كذلك أن تشمل اللغات الأخرى التي يتحدث بها اليهود بل ونحبذ إنشاء قنوات متعددة توجه لهؤلاء بشرط أن يعتمد أمورا منها المصداقية والشفافية ويكون أهدافها الدعوة إلى الله ونشر محاسن الإسلام وتفنيد المزاعم الصهيونية لإنشاء وطن لهم في فلسطين. وأضاف الجهني: انتظرنا لأكثر من ( 60 ) سنة ومنذ نشأت الدولة العبرية حتى نفكر بصوت عال نسبيا في مخاطبة هذا المجتمع النشاز الناشئ في جسم الأمة العربية والإسلامية في حين أن العصابة العبرية بادرت ومنذ نشأتها لإنشاء قناة بلغتنا اللغة العربية لتبث سمومها بطرق شتى وتشن حربا إعلاميةضدنا. ومشروع القناة العبرية الموجهة إلى المجتمع الإسرائيلي يجب الا تقتصر فقط على اللغة العبرية وإنما أيضا اللغة الروسية والإنجليزية والألمانية والفرنسية وكافة اللغات التي يتحدث بها المجتمع الإسرائيلي . أما لماذا تنشأ قناة باللغة العبرية أو بلغات أخرى للمجتمع الإسرائيلي فهي من وضوح الغايات والأهداف بحيث يصعب القول بعدم إدراكها , فأولها هو الدعوة إلى الله ونشر محاسن الإسلام والثانية هي دعم الحق العربي الإسلامي في فلسطين وثالثها يقيد المزاعم الصهيونية التي يبنى عليها العصابة العسكرية الصهيونية أساس اغتصاب فلسطين. رؤية استراتيجية أما الإعلامي و الأكاديمي التركي الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية الثقافية العربية التركية فقال: لاشكّ ان الدعوة لانشاء قناة اسلامية ناطقة باللغة العبرية و موجهة لليهود ، لا شكّ انها تعكس رؤية استراتيجية وقناعة بأهمّية الإعلام لكن فيما يتعلّق بهذا المشروع هو سلاح ذو حدّين و من الضروري التنبّه الى مسائل عديدة ، لعلّ اهمها ما يلي : أن هذه القناة ستخاطب شعبا يكره الإسلام و المسلمين ، ولديه قناعاته الدينية و السياسية و غيرها وبالتالي ليس من السهل على هذه القناة اقناعه ، الاّ عبر عمل محترف للغاية ، وتديره عقلية متنوّرة ومدركة لتركيبة المجتمع اليهودي الثقافية و الدينية والسياسية وغيرها .. وحتى تنجح هذه القناة يجب عليها ان تكون متنوعة في برامجها بحيث تكون دينية صرفة و لا تخاطب المتخصّصين فقط من المتحدثين بالعبرية ، وانما من خلال برامجها الثقافية و الاجتماعية يمكنها تخاطب الأسرة اليهودية خاصة المرأة والطفل اليهودي من الضروري أن تتجنّب هذه القناة الصورة النمطية للقنوات الدينية الاسلامية ويجب عليها أن تراعي أنها تخاطب غير مسلمين بل أعداء للإسلام بالدرجة الأولى .. وفي حال تمت مراعاة هذه النقاط و غيرها يمكننا الوصول من خلال هذه القناة الى شريحة واسعة من المجتمع اليهودي في انحاء العالم عموما وداخل اسرائيل خصوصا لتوضيح الحقائق لهم ، اما في حال ظهور القناة بالصورة النمطية المعروفة عن القنوات الدينية في العالم الاسلامي فإن ذلك قد يساعد اهل الاختصاص من الاسرائليين على استخدام بعض ما يعرض في هذه القناة من اجل دعم دعاياتهم المغرضة ضد الاسلام و المسلمين وفي هذا الاطار اوصي بما يلي : ان تنطلق هذه القناة قوية جدا من الناحية المادية بحيث لا تكون بحاجة الى مساعدات من أي طرف ، حيث انه حال انطلاق هذه القناة سيعمل اللوبي الصهيوني على محاربة هذا المشروع مهما كان معتدلا ولا شك أنهم سيعملون على إسكات هذه القناة. أقترح ايضا الا يتم الاستعجال في اطلاق هذه القناة حتى وضع دراسات متكاملة تحدد الرؤية و الهدف و الصورة التي يفترض ان تظهر بها ، كما أوصي في هذه المرحلة بضرورة عقد ورشات عمل من قبل اهل الاختصاص لمناقشة هذا المشروع من جوانبه المختلفة .