يوسف الكويليت - الرياض السعودية أكتب متأخراً عن أهم نظام للمرور بعد أن أصبح ساهر حدثاً استدعى من يستفتي عنه، ومن يحاول أن يحتال على طمس الأرقام، وآخر يراه قوة في غير موضعها عندما تصل المخالفات إلى مئات من الريالات.. كل نظام يحقق الفائدة يكون عرضة للمساءلة والنقد خاصة إذا كان يدخل في صلب النظام الاجتماعي، غير أن ساهر جاء ليقلل من عدد جنائز الحوادث والتلفيات، ويوقف عبث المراهق واللامبالي، والعمالة المستقدمة، وينسى المعترضون أن آلات الرصد والتصوير محايدة، لا تفرق بين الأجناس والرتب والدماء أو الادعاء بأن الجندي أو صف الضابط والضابط هم من تعمدوا فرض الجزاء والغرامة ليوضعوا في خانة الخصم لا الحكم.. أكثر من ستين في المئة من المخالفات جاءت من العمالة الوافدة، وكشفت هذه الأنظمة من كان عامل نظافة، وسباك، وعامل بنشر ثم أصبح يقود سيارة أجرة، أو حافلة أو صهريجاً، أو شاحنات بين المدن بمبدأ التستر، وقد أوقفت السرعة وصار الالتزام بالوقوف أمام الإشارات ملاحظاً، وصرنا نشاهد لأول مرة من ترعبه قطع الإشارة، لأن الخاسر محفظة جيبه، ومع تكرارها ستتضاعف الجزاءات التي قد تصل إلى السجن.. النظام الرادع معمول به في الدول المتقدمة وغيرها، ودول الخليج بادرت بضوابط نظام المرور، حتى إن المواطن البحريني، أو الإماراتي، يستغرب أن السعودي يصبح نظامياً وهو يقود سيارته، عكس سلوكه في بلده، وهي ثغرة في النظام استطاعت وزارة الداخلية وأجهزة المرور سدها، ولعل من يلوم ويحتج يفهم أن (الشيكات) المرتجعة بدون رصيد لها جزاءاتها وأن ديننا شرع قطع يد السارق والقتل للقاتل عمداً، ونحن عندما نرى الآلاف كل عام يذهبون ضحايا السرعة والتهور، وعدم الاهتمام بصيانة السيارة والاعتداء على الأنظمة، ثم يصبح لكل بيت فقيد، أو معاق ننسى أن صرامة النظام تخدم الأكثرية وليس من معنى لأي محتج إذا كانت الوقائع تشير إلى أننا أكبر بلد بنسبة الحوادث في العالم.. أتمنى تدرج النظام حتى يصل للتكامل من خلال التجارب، كما أتمنى أن يلحق بالجزاءات، استعمال الهاتف الجوال أثناء القيادة، وترحيل السيارات المنتهية صلاحياتها إلى التقاعد المبكر، ثم تفعيل المرور السيار على الطرقات بتقنيات حديثة مثل ما يجري في أوروبا في متابعة السير بالأقمار الصناعية، والتنسيق مع دول الجوار ممن نتبادل معهم حركة النقل بسن أنظمة تخدم كل الأطراف.. كنا نلوم رجل المرور على إهماله ولا نعلم أن العدد المفترض لمدينة كالرياض وحدها، عاجز عن تأمين كم هائل من الجنود وغيرهم، تبعاً لتزايد السيارات وتوسع المدينة، بينما آلات الرصد التقنية وفرت هذه الأعداد وسهلت المهمة بدلاً من المطاردة إلى تصوير قائد السيارة وسرعتها، وهنا لابد من رفع أيدينا تحية لكل من قام بتخطيط وتنفيذ هذا النظام لأنه أصبح درع حمايتنا من المتهورين..