مُصيبة.. لفت نظري إليها أخٌ كريم، وكنتُ أحسبها قد ولّت دُبرها مع انتمائنا إلى كيانٍ عظيمٍ واحدٍ اسمه (المملكة العربية السعودية) ودخولنا المُبين من بوّابة القرن الواحد والعشرين!. يروي الأخ أنّ صديقه المتزوّج من اثنتيْن من قبيلته، قد عقد قرانه على ثالثة ذاتِ دين وخُلق وجمال، لكنها غير قبيلية، أو كما يُقال (خضيرية)، وأنا لا أعلم أصل وفصل هذا المُسمّى، ولا أتشرّف بمعرفته، بل لا أريد معرفته، إذ هو موروث.. ليس حراماً أو مكروهاً أو مختلَفاً حوله.. أن يُوضع تحت القدميْن!. ويُتابع الأخ أنّ صديقه زاره في بيته قبل زواجه وفدٌ من قبيلته برئاسة شيخٍ من شيوخها، وأبوا أن يشربوا قهوته ويطعموا تمرته ما لم يُنظّف اسم قبيلتهم، هل بالصابون والتايد؟ طبعاً لا، بل بأن يُطلِّق ولد القبيلة زوجته الخضيرية!!!. مُصيبة.. لا زالت تحصل في بلادنا التي هبط فيها وحي السماء بألاّ فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى، وقد نبذها نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولهذا أقترح على صديقه بدلاً من تطليق زوجته أنّ يُشير للوفد بقفا أصابعه ويُروّح بها إلى باب الخروج طارداً له وقائلاً: أنتَ الذي طالق.. طالق.. طالق، كي تنعدم تماماً فرصة المراجعة بينهما، أمّا شيخ القبيلة، فمشيخته لا تعْدو أرنبة أنفه، وهو عارٌ على المشيخة الرجولية الحقيقية، وهي بريئة منه، وزيارة كهذه هي دعوة صارخة إلى العنصرية، وإعلاء ممقوت للتقاليد الخاطئة، ونأي عن الشرع، وإنقاص لحقوق الإنسان، فليتق الله مثل هؤلاء، هل يرضونه لبناتهم القبيليات؟! أين أهل الذكر؟ وطلبة العلم؟ وأئمّة المساجد؟ أخشى إن سكتوا عن هذه المصيبة أن تُحاط بهالة دائمة من الرضا، فتكلّموا يا سادتي، وقولوا لله حُسْنى!.