كانت الخطوط السعودية على منهج واضح من التعامل مع الركاب ومع موظفي التنفيذ في المؤسسة بالنسبة لتذاكر الإركاب، فالراكب يشتري التذكرة - تذكرة السفر - تلك التذكرة الزرقاء المأسوف على فراقها. يشتريها الراكب ويحجز بها ويسافر بها وتقطع منها ورقة السفر ويبقى غلافها واضحاً للجميع بأنها استخدمت. وأن هذا الغلاف مكانه الآن ركن الزبالة. الكل يعرف ذلك الراكب والموظف ومكاتب ووكالات السفر. والآن أردنا أن نتطور مع الزمن من غير حاجة إلى هذا التطور إلا أنه عقدة التقليد الأعمى فأخذنا بما يعرف بنظام الكمبيوتر فصدرت التذاكر بأوراق لا يعرف صالحها من فاسدها يستوي في الجهل بذلك غالب الركاب وموظفو التنفيذ في الخطوط السعودية. فقد تشتري تذكرة سفر ذهاباً وإياباً أو لأكثر من سفرتين وبياناتها مكتوبة بلغة أجنبية لا تستطيع وأنت تجهل هذه اللغة أن تدافع عن حقك فيها حينما يقول لك الموظف المختص بأنها مستخدمة أو حجزك في درجة دون الدرجة التي ترى أن تذكرتها تدل عليها. وحينما تذهب إلى موظف أعلى يعطيك إفادة غير إفادة الموظف وحينما ترجع إلى الموظف معترضاً على إفادته وأن إفادة مرجعه غير افادته يقول لك: والله يا أخي تغير النظام بما أضاع وأربك ونحن معشر الموظفين يشكل علينا الكثير من هذا النظام الجديد ونقع مع بعض المراجعين في إحراج وإشكال وارتفاع أصوات. أرى أن الخطوط السعودية محظوظة بعموم إدارة معالي الأستاذ خالد الملحم ولهذا فأنا قوي الأمل في أن معاليه سيأمر بضرورة أن يكون تعامل الخطوط السعودية مع ركابها في استراتيجية واضحة للراكب والموظف والمناوب وأن تترك هذه التنظيمات المظلمة ، وأن يكون للراكب القدرة على معرفة حقه في التعامل مع الخطوط السعودية وأن تستبعد هذه الرموز في أوراق التنظيم الجديد المبني على الغموض والتوهم والاجتهادات في فهمها وتطبيقها وتنفيذها على الركاب باجتهادات هي محل أخطاء وضياع حقوق وظهور مشاكل.. فلقد أردنا مشية الحمامة فضاعت وضاعت كذلك مشية الغراب. وخلاصة القول: إن الخطوط السعودية مؤسسة إسلامية مملوكة لحكومة إسلامية وتذكرة السفر عقد معاوضة فهو عقد بشراء منفعة النقل المحددة في التذكرة بثمن محدد في التذكرة كذلك وجميع ما يترتب على صحة العقد من الايجاب والقبول وشروط البيع وانتفاء موانعه كل ذلك يجب أن تكون التذكرة محققة له، وإلا تكنْ فالعقد باطل. فعلى المؤسسة تقوى الله والبعد عن كل عقد تضيع منه الحقوق وتقع فيه المظالم ..والله المستعان.