أقرّ المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الجوية السعودية المهندس خالد بن عبدالله الملحم، بعدم وجود حل جذري لإيجاد حجوزات كافية لجميع طلبات المسافرين، خصوصاً في أوقات المواسم في السعودية، مبيناً أن الحلول المطروحة ستكون مكلفة اقتصادياً، ولا يمكن حدوثها إلا بإضافة تكاليف مادية ستضعف من عمل المؤسسة خلال بقية السنة. غير أنه أكد خلال مؤتمر صحافي نظمته هيئة الصحافيين السعوديين في مقرها بالرياض الليلة قبل الماضية، أن الخطوط السعودية تعمل على تنفيذ برنامج متكامل لتحديث أسطولها الجوي، بعد أن قامت بإجراء دراسات معمقة للحاجات التشغيلية على المديين القريب والبعيد، كاشفاً عن تغيّر شامل سيطاول كل الأنظمة السابقة للمؤسسة، خصوصاً في ما يتعلق بالحجوزات وإصدار التذاكر، نظراً لتأخرها عن مواكبة التقدم الحالي للطيران، معلناً أن المؤسسة ستضيف العام المقبل 2.5 مليون مقعد على متن رحلاتها لحل مشكلات إيجاد المقاعد. وحول توظيف المرأة السعودية مضيفة جوية في المؤسسة، قال: «لن يحدث ذلك قطعاً»، بيد أنه أكد وجود موظفات سعوديات يعملن في الخدمات الأرضية الإدارية، خصوصاً في مجال تقنية المعلومات، إذ يقمن بدور بارز في الدعم الفني، مشيراً إلى أن فكرة التوسع في توظيفهن قائمة على الهيكلة المقبلة التي تعمل عليها المؤسسة، خصوصاً أن هناك موظفين حالياً أكثر من اللازم. وألقى الملحم باللائمة على أنظمة المؤسسة القديمة وسعة المطارات التي تتسبب في حدوث بعض المشكلات التي يتعرض لها المسافرون، خصوصاً في الحجوزات وعدم الانتظام في الرحلات، غير أنه وعد خلال الشهور الثلاثة المقبلة بحل مشكلة عدم الانتظام في الرحلات الداخلية بعد القيام بحزمة من الإجراءات. كما عاتب المسافرين الذين يحجزون مقاعد ولا يأتون في الموعد المقرر لإقلاع الرحلة، موضحاً أن «65 في المئة ممن يحجزون لا يفون بحجوزاتهم، الأمر الذي يتسبب في عدم توافر حجوزات لمسافرين آخرين». وأشار إلى أن أسعار تذاكر الطيران الجوي مقبولة ومميزة مقارنة بدول أخرى، كما أن أسعار التذاكر ثابتة منذ 16 عاماً، مرجعاً هجر سوق النقل الجوي من شركات إلى عدم الجدوى الاقتصادية من عملية النقل الذي لا يغطي الكلفة التشغيلية. وأقر بوجود مشكلة يعاني منها المسافرون خلال اضطرارهم للتنقل بالمركبات من وإلى الطائرة وبوابة المطار، خصوصاً في مطار الرياض، مبرراً ذلك ب«ضيق المساحة في المطار الذي شيد قبل 27 عاماً»، مؤكداً أن حلها سيكون في التوسع في المطار، وهو الأمر الذي نأمل بأن تتم معالجته بالتعاون مع هيئة الطيران المدني. ورفض الملحم مقارنة الخطوط السعودية مع الخطوط الجوية الأخرى، مثل الخطوط الجوية القطرية والإماراتية، والتي تتفوق في خدماتها على المؤسسة السعودية على رغم قصر عمرها قائلاً: «إن المقارنة بيننا وبينهم غير عادلة، خصوصاً إذا علمنا أن تلك الخطوط تنطلق من مطار واحد لمطارات عدة، وليست كالخطوط السعودية التي تنطلق من مطارات دولية عدة داخل المملكة، وتغطي النقل الداخلي بنسبة 73 في المئة من النقل العام، وبأسعار ثابتة وتكاليف قليلة». وبيّن أن الخطوط القطرية والإماراتية أُنشئت لتكون عاملاً مساعداً في تطوير بلدانهم، وربما لا تهتم بالخسائر المادية، فمعظمها تحقق خسائر كبيرة جداً، مبيناً أن عدد الرحلات اليومية للخطوط السعودية ما بين 380 و450 رحلة يومياً. وعن فتح المجال الجوي لخطوط أجنبية لتسهم في حل أزمة النقل داخلياً قال متسائلاً: «من سيأتي للقطاع الجوي في السعودية وهو يعلم أنه سيخسر في النهاية، نظراً لغلاء الأسعار في التشغيل وثبات الأسعار في التذاكر؟»، مضيفاً: «لا توجد أية دولة في العالم تسمح لشركات أجنبية بالعمل في الحركة الجوية الداخلية». واعترف بوجود مشكلات يتعرض لها المسافرون نتيجة لتعامل بعض الموظفين، لكنه أكد وجود برنامج تدريبي يمتد 18 شهراً يقدم دورات في تقديم الخدمة والأداء والتعامل، وسينضم إليه أي موظف سيعمل في المؤسسة، وبعدها سيختبر قبل توظيفه، فاختيار الموظف على أساس أن لديه لغة إنكليزية ومؤهل عال لم يعد كافياً للتوظيف. وعن الأنباء التي تحدثت عن وجود استقالات وفصل تعسفي، خصوصاً في قطاع التموين، أكد أن قطاع التموين هو شركة مستقلة لها أنظمتها الخاصة بعيداً المؤسسة، ويحدد لوائحها مجلس إدارة مستقل، غير أنه نفى وجود أي فصل تعسفي للموظفين في المؤسسة أو الشركات التابعة. وعلى رغم أنه وعد الصحافيين بدرس تقديم تسهيلات تتعلق بالحجز وخفض قيمة التذاكر إلا أنه قال: «نحن كل يوم نحمل صحفكم في طائراتنا، على رغم أنكم تسبوننا، فربما نحن المكان الوحيد الذي ندعوكم لتنتقدونا».