خلف الحربي - عكاظ السعودية قد يصور الشيخ محمد العريفي حلقته القادمة في حي القدس في الرياض أو شارع فلسطين في جدة، وقد يفعلها ويذهب إلى القدس ويصلي في المسجد الأقصى إما عبر تأشيرة من السفارة الإسرائيلية في عمان أو متسللا عبر أنفاق غزة، قد يصبح داعية سلام جديد فيفتتح أولى صفحات التقارب بين التيارات الإسلامية وإسرائيل، وقد يكرمه الله بشرف الجهاد في القدس بعد أن فقد المجاهدون بوصلة الجهاد الحقيقية فاتجهوا إلى كل مكان في العالم باستثناء فلسطينالمحتلة!. لا أحد يعلم مالذي سوف يفعله الشيخ العريفي؟، قد تكون واحدة من المفرقعات الإعلامية التي يطلقها بين وقت وآخر وقد تكون عبوة ناسفة تتطاير شظاياها في كل الأنحاء، وقد تصدق الأنباء التي ترددت حول عدوله عن هذه الزيارة المثيرة، الأمر الوحيد المؤكد أن العريفي قد فتح ملفا ساخنا وهو مبدأ زيارة الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل من قبل المواطنين العرب الذين لا ترتبط دولهم بعلاقات مع إسرائيل. من الناحية القانونية لا يحق للعريفي زيارة إسرائيل لأنها دولة معادية ليست لديها علاقات دبلوماسية مع السعودية، ومن الناحية السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي هذه الزيارة في صالح إسرائيل لأن زيارة الداعية المعروف سوف تشجع الكثير من المواطنين السعوديين والعرب على زيارة الأراضي العربية المحتلة فيسقط السلاح الأخير الذي لا زال باقيا في يد العرب وهو سلاح المقاطعة، وإذا نجحت إسرائيل في إزالة هذا الحاجز النفسي الرهيب فإنها لن تجد مشكلة في تأمين الفنادق الفاخرة لكل العرب والمسلمين الذين ينوون زيارة المسجد الأقصى!. الشيخ العريفي يعشق المبادرات الفردية المصورة، هذه هي طريقته في التعبير عن أفكاره، يفضل دائما أن يقدم مبادرة شخصية بحضور الكاميرا لاعتقاده بأن مثل هذه المبادرة تمنح وجهة نظره مصداقية أكبر، لذلك ذهب إلى حدودنا الجنوبية خلال فترة صد اعتداءات المتسللين الحوثيين وارتدى الملابس العسكرية وحمل السلاح وصور مع الجنود المرابطين هناك، وهذه مشاعر وطنية تستحق التقدير، وأظن أن جميع المواطنين يحملون مشاعر العريفي ذاتها ويتمنون لو كانوا بجوار جنودنا البواسل يذودون عن حمى الوطن، ولكنهم يدركون أن مثل هذه الأمور لا تنفع معها المبادرات الشخصية فجيشنا قادر بعون الله على صد المعتدين دون حاجة لأن يخرج المدنيون من بيوتهم وهم يرتدون الملابس العسكرية!. وها هو العريفي يعلن مرة أخرى عن مبادرة شخصية مصورة فيقرر زيارة القدس بصحبة كاميرات التلفزيون دون أن يتضح الهدف من تلك الزيارة، وبخلاف الكاميرا ثمة قاسم مشترك آخر في مبادرات العريفي في الآونة الأخيرة وهي أنها جميعا مرتبطة بقضايا خارجية، فهو يثير قضية كبيرة في الخارج كي يتطوع الناس للدفاع عنه في الداخل!.