إن كان لابد من انتخاب أو ترشيح رجل آخر غير عمرو موسى أمينا عاما للجامعة العربية بعد انتهاء سنوات أمانته، أرشح للعرب رجلا آخر اسمه رجب طيب إردوغان. ليس بحكم التصفيق الذي حظي به في قمة سرت أمس، ولا لتأكيده على أن مصير إسطنبول لا يختلف عن مصير طرابلس والقاهرة ودمشق ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وإنما لأنه يتكلم بلغة الشعوب العربية ويعبر بصدق عن الأحاسيس العربية، ويؤكد على الملأ أن احتراق القدس يعني احتراق فلسطين، واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الأوسط، واحتراق الشرق الأوسط يعني احتراق العالم. يحلم إردوغان ونحن معه بتحالف هو دواء لكل داء، ويحلم كذلك بجامعة عربية قوية تواصل تأثيرها في القرارات الدولية. يقول شقيقنا إردوغان: لسنا أصدقاء لأن تاريخنا وعقيدتنا يجعلانا وبخطوط عريضة إخوة أشقاء..ويقول أيضا إننا دوّنا تاريخ هذه المنطقة معا، وسندون معا مستقبلها المشرق بإذن الله. لقد دخل إردوغان قلوب العرب قبل أن يدخل العواصم العربية بلا أدنى حساسية أو شك أو ريبة، ولأنه كذلك فما المانع من أن نمنحه منصب الأمين العام للجامعة.. سيقول البعض إن الجامعة عربية ولسانها عربي، ونقول: ما أكثر العرب وما أطول الألسنة التي لم نجن منها ومعها إلا الكلام. ولأن ذلك يبقى مجرد حلم أو وهم أو محض خيال فلتكن رابطة الجوار العربي برئاسة مشتركة تارة للعرب وأخرى للأتراك، خاصة أن ترك إردوغان لرئاسة الحكومة التركية قد يدخلنا في متاهات جديدة وإن كان عبد الله غول وأحمد أوغلو يرسيان معه منظومة متناغمة ندعو من قلوبنا أن يديمها الله نعمة علينا وعلى المسلمين أجمعين.