استغل رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان تواجده بالقاهرة أمس، ووجه عدة رسائل لا تخلو من ترهيب وترغيب، إلى إسرئيل من جهة، وأخرى إلى العالمين العربي والإسلامي. كما حث على التكاتف والتوحد انطلاقا "من أن تركيا والعرب يشتركون في نفس العقيدة والثقافة والقيم، وأن صدى ما يحدث في العالم العربي يصل إلى تركيا"، معتبرا "أننا شعبان جرى رسم مصيرهما بشكل مشترك". وقال في الكلمة التي ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب أمس "المطالب المشروعة للشعوب لا ينبغي قمعها بالقوة"، داعيا إلى أن يكون شعار دول المنطقة "الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان". والتقى إردوغان، الذي حرص على بدء لقاءاته من الأزهر، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، وتبادلا الآراء "حول تطورات الأوضاع الإقليمية والمتغيرات العالمية وتأثيراتها في منطقة الشرق الأوسط". كما تباحثا حول "سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون المصري التركي في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية". وبحث إردوغان أيضا مع نظيره المصري الدكتور عصام شرف سبل تعزيز التعاون على الصعد المختلفة بين البلدين. واجتاز إردوغان باب الدخول الرئيسي للجامعة العربية بعد رفضه الدخول من باب جانبي، وسط ترحيب حار من المحتشدين في الخارج، ثم دخل القاعة الكبرى للجامعة وسط تصفيق حار من الحضور سواء من وزراء الخارجية العرب والوفود المرافقة لهم أو من الإعلاميين. ورحب رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، رئيس الاجتماع، الشيخ حمد بن جاسم بزيارة إردوغان ووصفه بالصديق. ونوه بجهود تركيا في رفع الحصار عن غزة، واعتبرها "دليلا على أن أنقرة تكون مع العرب في الظروف السيئة قبل الحسنة". بدوره دعا إردوغان من على منصة الجامعة العربية "إلى صياغة مستقبل عربي تركي مشترك يقوم على الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان"، مجددا "شروط بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل". وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية تجاهلت مطالبنا بالاعتذار، وتتجاهل القوانين الدولية، ونحن نرفض التقرير الأخير المعروف بتقرير بالمر، إنه أسير الذهنية الإسرائيلية. لذلك نعتبره كأنه لم يكن". وأضاف "الطفل الفلسطيني الذي يبكي في غزة يجرح صوت الأمة في أنقرة، والصوت العالي في القاهرة يسمع في تركيا (في إشارة إلى صدى الثورة المصرية). والتقى إردوغان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مساء، وبحث معه في تطورات الملف الفلسطيني. واستقبل رئيس الوزراء التركي استقبالا شعبيا، سواء من قبل بعض الإسلاميين في مطار القاهرة، أو على مدخلي مشيخة الأزهر والجامعة العربية، حيث تجمع المئات أمام مقر الجامعة للترحيب به، كان من بينهم سوريون نددوا بقمع ثورتهم. وحمل المتظاهرون صورا لرئيس الوزراء التركي، كما وضعوا لافتة كبيرة أمام مقر الجامعة كتب عليها "مصر وتركيا معا من أجل المستقبل"، وصورة لرئيس الوزراء التركي والعلمين المصري والتركي. واستهل إردوغان زيارته لمصر بزيارة مقابر "الشهداء الأتراك" بمدينة نصر، شرق القاهرة، الذين قضوا في حروب فلسطين إبان الحرب العالمية الأولى.