تركي الدخيل - الوطن السعودية يعتبر المفكر السعودي: إبراهيم البليهي، من أهم الأسماء التي تحاول بكتاباتها منذ ثلاثين سنة غرس مفاهيم حديثة وجديدة في الفكر العربي، وفي التفكير السعودي بالذات. البليهي؛ كان طوال كتاباته مهموماً بكيفية الخروج بالمجتمع من نفق التخلف والاستهلاك، إلى التأثير والإبداع والابتكار والتقدم. كل كتبه المبكّرة تصب في هذا المجال، وأخص بالذكر كتابه: "بنية التخلف". هذا الكتاب ضم انتقادات متتالية ضد واقع خاطئ، على المستوى الفكري والفني والديني. تأثير البليهي نراه في محبة جيل الشباب له من الذين اختطوا طريق القراءة كوسيلة للبحث عن الحقيقة، وطريقة للبحث عن سبل الخروج من أنفاق التخلف والاستبداد. أما في كتبه الأخرى: "النبع الذي لا ينضب" أو "وأد مقومات الإبداع" فيظهر لنا البليهي فيها كاتبا يود لو أن المعرفة تؤكل إذاً لأطعمها مجتمعه وأمته. كتاباته تنبض بالألم والأمل، لكأنه ينذر القوم بكوارث ستهدد أجيالهم ما لم ينتقدوا ما هم عليه من واقع مؤلم. وحينما استضفته لأول مرة في "إضاءات" بتاريخ: 6-4-2005 كان مفاجأة للكثيرين. فعلى الرغم من انتشار جريدة "الرياض" التي يكتب بها منذ عقود، إلا أن سطوة الصورة كانت أغلب، لهذا حتى حينما سجلت معه للمرة الثانية في "إضاءات" الذي ستبث ظهر اليوم قال لي أن "إضاءات" الأولى وسعت شريحة المتابعين لما يكتبه بشكل فاق تصوره وتوقعه. تجاربه في الإدارة والتنمية والتأليف والتفكير جعلت مشروعه الفكري ينضج ويطبخ على نار هادئة، لهذا يهمّ البليهي بطباعة مشروعه حول القابلية والاستجابة، وحول عبقرية الاهتمام خلال السنوات القريبة هذه وربما خلال الأشهر القريبة القادمة. قال أبو عبدالله غفر الله له: تحدثت مع البليهي في حلقة اليوم من "اضاءات" عن سر نقده الشرس للعرب، وعن السياسة الأميركية، وعن نقده للمحامين الذين دافعوا عن صدام. تحدثت معه عن رأيه الجريء في العرب الذين رأى أنهم أسوأ مجتمع في العالم، وأنهم طوفان من البشر تحركهم العواطف، وأن الكوريين والهنود والماليزيين والفلبينيين سبقوهم بمسافات هائلة. كل هذه الآراء الجريئة والصادمة للبعض تضمنتها حلقة "إضاءات" اليوم مع إبراهيم البليهي. مشاهدة ممتعة.