أكد الكاتب وعضو مجلس الشورى السعودي أحمد البليهي أنه لا توجد بارقة أمل -في ضوء الحالة التي تعيشها الأمة العربية- على إمكانية نهضة تلك الأمة ولحاقها بركب الحضارة، مشيراً إلى أن حالة الفرد العربي هي الأسوأ عالمياً وكذلك حالة المجتمعات العربية. وأكد البليهي في حلقة من برنامج إضاءات تبثها العربية الجمعة 26-2-2010 أن العودة لكتب التراث لن تفيد محاولة رقي الأمة العربية، مبيناً أنه يبحث في أمور دينوية عن أسباب تقدم الآخرين وتخلف العرب، وأن الإجابة على ذلك السؤال ليست موجودة في كتب التراث بل موجودة لمن حققوا الازدهار -ويقصد الغرب- الذي يعتبر أنه مصدر كل الإنجازات التي تعيشها البشرية. العرب عالة على الغرب ودافع البليهي عن آرائه ونفى أن تكون نظرته سوادوية، بل هي تعكس الأمر الواقع الذي يعيشه العالم العربي، الذي تسوده روح القطيعة ويعيش فيه الفرد مطموس الهوية ولايستطيع الخروج من حالة الأسر العام وبالتالي لايستطيع أن يفكر تفكيراً مستقلاً، مبيناً أن الاستقلالية لا تعني التمرد بل البحث عن الحقيقة، وأن يفكر تفكيراً ينفع مجتمعه ولا يقلد الآخرين، مبيناً أن الإنسان العربي لم يستثمر الإمكانات التي منحها الله له. ونفى البليهي أن يكون متأثراً بتجربة إسرائيل، موضحاً أنها لم تصنع نفسها وإنما هي إمتداد لثقافة الغرب، وهو ما فشل فيه العرب الذين وصفهم بأنهم لا يزالو "عالة على الغرب" الذي صنع كل التطور البشري، وأن البلدان التي تقدمت مثل اليابان وكوريا وغيرها استفادت وقلدت الغرب. وأكد البليهي أن الاستبداد يحول دون أي تقدم. وضرب مثلاً بمصر التي كانت قبل الثورة أفضل من كوريا في كل المجالات، أما حالياً فقد تراجعت مصر كثيراً بينما قفزت كوريا للأمام. وأشار البليهي إلى أن منظومة القيم العربية يسودها خلل واضح وكبير، مستشهداً بتطوع آلاف المحامين ورجال القانون العرب للدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، رغم كل الجرائم التي ارتكبها صدام، وأن هذا السلوك يعني أن هؤلاء المحامين والقانونيين لم يستفيدوا من دراستهم وعلمهم، وهذا أمر فظيع حسب رأيه. كما أشار إلى أن الكثير من المبتعثين للدراسة في الغرب لا يستفيدون كثيراً من تلك التجربة، فهم يركزون على إنهاء دراستهم دون الاحتكاك بالأفكار، بل إن بعضهم يعود أكثر انغلاقا. وشدد الكاتب على أن الأمة العربية هي التي تدين بالفضل للإسلام وليس العكس لأن الإسلام هو من أوجد العرب "كأمة حضارية" ولولا الإسلام ما كانت تلك الأمة موجودة. وقال إن العرب يعانون عقدة ثقافية لأنهم يعتبرون أنهم هم من علموا الآخرين وليسوا بحاجة للتعلم من أحد وهذا ما يحول دون تعلمهم واستفادتهم من الآخرين. وتطرق البليهي إلى المجتمع السعودي قائلاً إنه ما زالت تسوده القيم البدوية والعشائرية، التي نجمت عما وصفه بالشتات الصحراوي الطويل والمجاعات، وأنه حتى المبتعثين للخارج لا يستفيدون كثيراً من التجربة وإنهم يركزون فقط على نيل شهاداتهم العملية دون الاستفادة من زخم الأفكار في الغرب أو الاحتكاك بهم.