فؤاد الهاشم - الوطن الكويتية .. أضع ساعة حائط في غرفة النوم ومنبهاً قرب السرير، وتوجد ساعة حائط ثانية في.. المطبخ، وثالثة في غرفة المكتب، ورابعة في الحمام وخامسة في.. الصالة وسادسة في غرفة.. الجلوس، وقد علق احد الاصدقاء - ساخرا - عندما زارني في البيت - ذات يوم - قائلا «لماذا لا تضع ساعة اخرى على باب.. السكة»؟! أضع لنفسي وقتا محددا للاستحمام والحلاقة اليومية، وآخر لمشاهدة التلفزيون وثالثاً للطبخ، ورابعاً للقراءة، وخامساً للكتابة.. وسادساً ل «نومة الليل» وسابعاً لقيلولة بعد الظهر.. وهكذا! احترم الوقت كثيرا ولا اريده ان يقطعني بسيفه تطبيقا للمقولة الخالدة.. «الوقت كالسيف ان لم تقطعه.. قطعك»، واعشق الاستفادة من كل دقيقة فيه، فلا تضيع هباء منثورا، لذلك لا احب زيارات الدواوين و«قعداتها» او الجلوس في المقاهي الا مرة واحدة كل ستة اشهر - واحيانا سنة كاملة من اجل التغيير فقط وكسر هذا الانضباط الممل - الذي لم يجبرني عليه احد، بل اتخذته منهاج حياة واسلوب.. عمل!! عندما تستمع الى مواطن اسباني يتحدث مع اخر من نفس جنسيته، فانك ستلاحظ كثرة تردد كلمة «مانيانا» في حديثهما، والتي تعني - بالاسبانية - «غدا»، كل شيء عند الاسبان سيفعلونه «غدا»، لكن هذا «الغد» لا يأتي.. ابدا!! ورث الاسبان ذلك ال «دي. ان. ايه» من اجدادهم العرب الذين احتلوا بلادهم الجميلة وحكموها لثمانية قرون، ولو لم يخرجوا منها لكانت «مايوركا» هي «تورا - بورا» و«مدريد» هي «كابول» والعياذ بالله! الساعات الموجودة - والمتناثرة - في البيت لا تكفيني، فعندما اسافر اضع ساعة يد في الحقيبة اليدوية التي احملها معي على الدوام واخرى في معصمي، الاولى يكون توقيتها بنفس توقيت الكويت، والثانية - في المعصم - بتوقيت البلاد التي اتواجد فيها، وذلك من اجل معرفة الوقت المناسب لارسال المقال عبر الفاكس سواء كنت في فندق يطل على المحيط في ولاية «كاليفورنيا» او جالسا على اطراف حمام سباحة داخل منتجع في «كوالالمبور»، فالزملاء في الجريدة لا يعرفون الا قولا واحدا يرن في اذني على الدوام - كل يوم - «وين.. المقال» ولأكثر من ثلاثين.. سنة!! اقول قولي هذا وانا اتابع مشروع تلك الخطط التنموية «الثورية» التي ابتدأ بها الشيخ أحمد الفهد العام الجديد، وانصحه بان يضع عشرات «الساعات» - في بيته ومكتبه وسيارته ومعصمه - وحتى بوضعها على دشداشة «سعود بوحمد» - سكرتيره الخاص - لكي لا تستدرجه الايام والليالي والاسابيع والشهور، فينساب منه الزمن كالرمال الناعمة عندما تنساب من بين الاصابع ليكتشف بعدها ان سيف الوقت قد قطع رقبة مشروعه قبل ان يقطع - هو - رقبة الزمن!! *** .. وصلتني صرخة مناشدة من دولة قطر، اصحابها من ابناء قبيلة «مرة»، ويطلبون مني توجيهها الى حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ حمد من اجل الافراج عن اهلهم وذويهم من داخل السجون حيث قضوا فيها سنوات طوالاً عقب القضية السياسية الشهيرة في عام 1995! وأنا - بدوري - اناشد سمو الأمير بطيّ هذه الصفحة من تاريخ قطر - مرة واحدة والى الابد - من اجل تلاحم شعبنا القطري العزيز والتفرغ لبناء الوطن الجديد الزاهر.. والواعد! *** .. اخر.. تعليق «بمناسبة الحديث عن الوقت»: .. من المعروف عن كوكب الشرق الراحلة «أم كلثوم» انها كانت ذات سخرية لاذعة وحاضرة البديهة والنكتة لا تفوتها، وعندما استمعت - لاول مرة - لاغنية المطربة «نازك» ويقول مطلعها «اديني من وقتك.. ساعة»، علقت - ضاحكة - «والنبي ولا حتى ثانية.. واحدة»! *** السيد/ فؤاد الهاشم المحترم تحية طيبة وبعد،،، لكم منا بالغ التقدير والشكر نيابة عن أسرة الوالد سمو الشيخ/ سالم العلي الصباح على طيب وصدق مشاعركم التي عبرتم عنها بمناسبة عودته للوطن بعد أن من الله عليه بالشفاء. وهذا ليس بغريب عليكم فأنتم من أبناء وأهل الكويت الكرام الذين جبلوا على الحب والوفاء والولاء. لقد كان لمبادرتكم الكريمة وتعبيركم الصادق عن محبتكم لسمو الوالد ودعائكم له بالشفاء أبلغ الأثر في نفوسنا جميعاً، وأؤكد بدوري أن هذا الشعور متبادل معكم، راجياً من الله تعالى أن يمتع الجميع بموفور الصحة والعافية ويديم على أهل الكويت الكرام نعمة الأمن والأمان. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام... فهد سالم العلي الصباح *** .. لا شكر على واجب، ومرة أخرى، ألف «حمداً لله» على سلامة والد الجميع.