الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    رونالدو يعلق على تعادل النصر في ديربي الرياض    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    «الداخلية»: ضبط 21370 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    الهلال يتفوق على سلسلة الأهلي بعد ديربي الرياض    اتفاقية لخدمات النقل الجوي بين كوسوفا والمملكة لتسهيل نقل الحجاج والمعتمرين    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الشيف الباكستانية نشوى.. حكاية نكهات تتلاقى من كراتشي إلى الرياض    المملكة "برؤية طموحة".. جعلتها وجهة سياحية عالمية    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    معدل وفيات العاملين في السعودية.. ضمن الأدنى عالمياً    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    "الأرصاد": أمطار على منطقة المدينة المنورة    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    جمعية البر بالجنينة في زيارة ل "بر أبها"    ضمك يتعادل إيجابياً مع الرياض في دوري روشن للمحترفين    أروماتك تحتفل بزواج نجم الهلال "نيفيز" بالزي السعودي    تن هاج يشكر جماهير مانشستر يونايتد بعد إقالته    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    الشؤون الإسلامية في جازان تطلق مبادرة كسوة الشتاء    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    ما الأفضل للتحكم بالسكري    صيغة تواصل    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    السل أكبر الأمراض القاتلة    نورا سليمان.. أيقونة سعودية في عالم الموضة العالمية    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    عن فخ نجومية المثقف    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غراميات رئيس تحرير.. ليبرالي
نشر في أنباؤكم يوم 26 - 01 - 2010

بريشة: راكان آل مسلم – الدوحة
* كان يُمسك بسيجارةِ حشيشٍ في يُسراه، وبُطْل فودكا أصلي في يُمناه، ثم توجه بحدثيه المنفعل، والمتشنج إليّ، وقال: " أنت.. أنت.. بلّغ صديقك (محمد سعيد طيب) أننا مستاؤون كثيراً، ولا نرضى بتشويه سمعتنا البتة "
* سارعتُ بتوجيه حديثي لجوليانا، كانت لهجتي آمرة، متسلطة، أمرتُها بالموافقة على كل طقوسي الجديدة، حيث.. عَقدتُ قِراني عليها، في زيجةٍ ليبرالية مدنية.. كنتُ أنا فيها الولي، والمأذون، والشهود، والزوج.. وهي صيغة محل اتفاقِ وإجماعِ (هيئة كبار السرابيت الليبرالية)..
دخلتُ البارحة في صراعٍ نفسيٍّ رهيب، لم يمر عليّ مثله في حياتي قط، احترتُ كثيراً كثيراً.. وذلك عند وضعي للعنوان أعلاه !
هل هو مناسبٌ ودقيق؟! وهل يكسر خاطر أحد؟!لا أكتمكم.. فقد احترتُ بين عنوانين اثنين، ولم أفلح في الترجيح بينهما، رغم أني طبّقتُ كل نظريات التفكير (ثلاثي الأبعاد)، واستخدمتُ تقنية (الباك وارد)، والتجريد، والرمزية، وبرمجة الأعصاب، إلى ااخخ....، فانبطحتُ على ظهري، وبطني، وأغمضتُ عيني! ونفختُ صدري، ثم أفرغتُه.. ورغم كل ذلك.. لم أفلح !
وفي الأخير..! اهتديتُ إلى الحل الأمثل، لجأتُ إلى خلفيّتي الفكرية الليبرالية، والتي اكتسبتها من معاشرة الليبراليين السعوديين، والتنقل بين استراحاتهم (الخاصة)، فقفزتُ قفزاً إلى صديقتي الليبرالية الحميمة (جوليانا)، وأمسكتُها بيديّ الاثنتين، كنّا لحظتها وقوفاً، لا يكاد يفصل بيننا شيء، حتى الهواء حشرناه بيننا، دقّقتُ في حُسن وجهها.. عيناها تجذبني، وتسحبني سحباً، جاذبيتها طاغية، أشدُّ وطئاً من كل ذرات الإكسيد المغناطيسي (Fe3O4)..خيّرتُها بين العنوانَين، فاختارت العنوان الثاني على الفور، ومن دون تردد، والذي كان يحمل اسم: "رئيس تحرير ليبرالي.. في غرفة تبديل ملابس " ، ثم على الفور أيضاً، طبّقتُ نظريةً تعلمتُها من أحد أساتذتي الليبراليين الكبار، حيث كان يردد دوماً: " شاور المرأة، ثم خالفها !! ". هل تذكرون؟!لقد قلتُ لكم أنني (أمسكتُ) جوليانا بيديّ الاثنتين، وجعلتُ (أتبحلق) في عينيها، وعندما رأتْ مني ذلك، قالت بكل غنجٍ، ودلالٍ، ومخكرة: " يااي.. ويَخلق من الشبه أربعين! تصدِّق يا راكان.. البارحة صار لي نفس الموقف بالضبط، لكن.. مع صحفي كبير.. برتبة رئيس تحرير، مسكْني في مَكتَبُو بنفْس المسْكة ! والله لطيف، وجذاب، وحلو مرّة .. "ماذا؟!" كيف تسمحين لأحد غيري بلمس جسدك؟! إنه.. حصرياً.. إنه لي حصرياً ! "صرختُ صرخةً عظيمة، سمعها كل أهل حارتنا، ثم دخلتُ في حالة تشنجٍ جديدة، جحظتْ على إثرها عيناي، واهتزتْ عضلات عيني، وأحسستُ بصعوبةٍ شديدة في التنفس..قمتُ بسرعةٍ خاطفة، ثم أَعدتُ عليها ذاتَ السؤال: " كيف تسمحين لأحدٍ غيري بلمسك؟! "قالت جوليانا مُستنكرة: " غريب !! حتى ولو كان برتبة رئيس تحرير؟! "قلتُ غاضباً: " يا بنت الوِسْخة ! حتى ولو كان رئيس تحرير ! "تمعّر وجه جوليانا، وتلوّن، وتكهرب، لم تكن تعلم شيئاً عن أمر (البرستيج الجديد)، فقد ادّعتْ أن أحد الليبراليين الشباب أخبرها.. بأن هذا الأمر عادي جداً، بل قال لها بالحرف الواحد: "صحيحْ.. إحنا ليبراليين فكرياً.. لكن برضو.. إحنا إشتراكيين جنسياً ! "((قوية؟! أصلاً ما شفتو شيْ إلى حد الآن! أنصح إخواني المطاوعة بالتوقف عند هذا الحد))
المهم.. تصافينا سريعاً، وهزّيت راسي بالموال الشهير: (صافي يا لبن صافي)، وسامحتها، إلا أنني استحلفتُها بأغلظ الأيمان، وأشدها، وأعظمها.. بألا تفعل ذلك مرة أخرى، مع أي أحدٍ كائناً من كان، حتى ولو كان.. رئيساً للتحرير! أما إذا أُحرجتْ لفعل شيء من ذلك، فالله المستعان! لكن.. لا أقلَّ من أن (تعطيني ألو) أو ترسل مسجْ سريع، قبل البدءِ في (أي شيء) !===دفعني الفضول لمرافقة جوليانا، وحضور الحفلةِ التي سيقيمها (رئيس التحرير) المحترم، على هامش إحدى (المسابح الشهيرة)، في مدينة (جدة الشهيرة)، كنتُ (أَتَظيرف)، وأتأبط ذراع جوليانا عند وصولنا مدخلَ المسبح العامر.رأينا مجموعةً من (السكرتيّة) يحرسون المدخل، ويطلبون مطابقةَ الهوية، كانت الحراسةُ مشددةً للغاية، أُخبرتُ فيما بعد أنها لأجل تأمين المدخل من أي (دخلاء) أو (غوغائيين)، يعني بالعربي ممنوع دخول المطاوعة، والهيئة بالذات، وكذلك.. أي ليبرالي (نص ونص)..! وكان من مهمتهم أيضاً.. منع الضيوف من الخروج من المسبح وهم مخمورين، أو مصطولين، أو حتى (بلا ملابس)، والأخيرة تحدث كثيراً جداً ! وقد رأيتُ أحدهم بأم عيني.. رأيته يهرول بكل ثقة، ونجابه، ويقوم بتوزيع التحايا والقبلات على كل الأعين الفضولية التي تراقبه في ذهول، وللمعلومية.. فإن هذا الأخ المهرول.. كان قد علّق ملابسه على صدام السيارة.. حتى تنشَف طبعاً !بادر أحد (السكرتية) بالاقتراب منا، كان أكثرهم صلافة، وحُمقاً، وتفْهية، طلب هويتي، وإظهار كرت الدعوة، وعندما انتبه لجمال مرافقتي جوليانا، فغرَ فاهُ على الفور، وأرخى عينيه، وأذنيه، وتساقطتْ سعابيله، سعبولةٌ تتلو سعبولة.. ابتسم لنا السكرتي ابتسامةً بلهاء، خرقاء، لا معنى لها، ثم رحب بنا ترحيباً منقطع النظير.. وهو يتفحص كل (مايكروميتر) من جسد جوليانا المقرمش، المدهون بالكاتشب، يم يم.. ثم...! ثم.. ارتجل أبياتاً، وأهداها لجوليانا، حيث قال.. آآه يا جوليانا:ليتني (عاملْ نظافةْ) موبْ سكرْتي
وسْط مطعمْ للعوايلْ تدخلينهْوأكمل ببيتين.. خادشَين.. ومُشخبطَين.. للذوق العام.. !===
تمكنّا من الدخول أخيراً.. ومن ثم حاولتُ التحدث إلى رئيس التحرير المحترم، هممتُ بركله بقدمي، انتقاماً لشرفي وعرضي المهدورين، إلا أنني جُوبهتُ بردة فعلٍ عنيفة، لم أحسب لها حساباً، حيث صرخ في وجهي أربعةُ رجالٍ كانوا متحلِّقين حوله، وهددوني بالتصفية العرقية.. إن لم أترك رئيس التحرير يُكمل طقوسه الخاصة !" طقوسٌ خاصة قُبيل عملية التكاثر؟!! " ، هكذا استفسرتُ مدهوشاً، وقد زَمّيتُ براطمي للداخل!
ثم.. حدَث أمرٌ عجيب، لم أرَ له مثيلاً في مغامراتي (العاطفية) كلها، ولا في دراساتي لأبجديات التكاثر لدى الكلاب البوليسية، كان حينها السيد رئيس التحرير مبطوحاً على بطنه، في وضعيةٍ تتطلب غضّ البصر بالكامل، كان شارِعاً في النباح بصوتٍ شبه مكتوم، ومتقطع، ثم بدأ بالزحف للأمام بشكل بطيء ومتقن، ثم بدأتْ (عجيزته) في الانتفاخ بشكل مذهل، انتفختْ، وانتفختْ، وانتفختْ، ثم خرجتْ رائحةٌ كريهة للغاية، ثم بادر بالنباح بصوت أكثر وضوحاً.. !
إنها نفس (طقوس التكاثر) لدى صنفٍ نادر من الكلاب البوليسية، يسمى (بُولا دُوقْ)، ولا يعيش إلا في غابات (الأمازون) السعودية، بحيث يقوم الكلب (الذكر) بهذه التصرفات لنداء زوجته.. الكلبة بنت الكلب، فتسمع هي صوته، وتشم رائحته (الخاصة)، ومن ثم تقرر الموافقة على العرض من عدمه!" ياللهول !! جولي.. جولي ! "، كلمةٌ قُلتها، وصرختُ بها، وأنا أرى جسد صديقتي جوليانا يتهزهز ويرتجف بجواري، كنتُ أرى ملامح وجهها تتغير بصورة مذهلة، بدأتْ جوليانا في الانتشاء بشكل مخيف، انتقلتْ إلى حالةٍ سُعاريَّة مرعبة، ومن ثم شرعتْ في النباح، والنباح، والنباح.. استجابةً لنداءات رئيس التحرير!
===
مشهدٌ محذوف لاسباب إنسانية بحتة، وخوفاً على أصدقائنا مرضى السكر، والضغط، والكوليسترول!
===قال أحد الحاضرين السكارى المخمورين.. بعد انتهاء مشهد الخوف والصدمة أعلاه، مُحاولاً تهيئة الجو بالكامل لرئيس التحرير: "أصصصص.. ولا كلمة يا شباب.. رئيس التحرير على وشكْ التفقيس !"وبعد أن هدأتْ الأوضاع بشكل كامل، طلب رئيس التحرير المحترم.. كأساً من الشمبانيا المستورد خصيصاً له من أوروبا، ثم بادر بإصدار صوتٍ غريب، كان موّالاً حزيناً جداً، يُشبه مواويل العراق المؤلمة، كان يُغنِّي بصوت متهدجٍ باكٍ، لم أحفظ سوى قوله: " وحيداً.. وحيداً.. وأشربُ تحت القمرررر.. تحت القمرررر!" كان هاتفه الجوال يدق للمرة العاشرة.. انتبَه إليه ببلادة وكسل، ثم.. ثم.. لما رأى اسم الشخص المتصل، قفز قفزاً، وانتصب واقفاً، ملأ الرشح والعرق جسده شبه العاري، ثم بادر بالرد على الرجل المتصل بارتباك شديد، بعد ان عاد غليه عقله بصورة فجائية، وقال: " أبشر.. أبشر طال عمرك، تامر أمر، ولا يهمك، أكيد، أكيد، لا والله.. أنا كنت سكران شوي، وتوي خلصت موسم التفقيس.. ولا .. ولا يهمك طال عمرك.. اعتبر الموضوع منتهي "أَنهى رئيس التحرير محادثته مع (المتصل الأهم)، وحمدَ الله أن الموضوع انتهى بسلام، وعلى الفور.. اتصل برقمٍ يحفظه عن ظهر قلب، كان الطرف الآخر صوتاً أنثوياً مهذباً، ومتزناً، وليس مخموراً كالعادة، قال لها بارتباكٍ وخوف: " أرجو تعميم هذا الخبر على جميع السكارى، آسف، آسف يا أختي، أقصد جميع المحررين، والصحفيين، قولي لهم بأن يكتبوا ... "، أخبَرها بتفاصيل الخبر، وشدد بضرورة أن يحتل المكان الأبرز بين الأخبار، ولابد يُتناول في عددٍ من المقالات، والافتتاحيات.. ثم عاد إلى وضعيته الانبطاحية، في انتظار الموجة الثانية.. من طقوس التكاثر والتفقيس! وفي هذه اللحظة.. !انتبهتُ إلى أن جوليانا ابتعدتْ عني، وأصبحتْ برفقة أحدهم، كانت تراقصه، وتلاعبه، وتسقيه قدحاً من الشراب!" خائنة.. لا يُشبعها شيء!! "ركّزتُ كل حواسي، وأغمضت عينيّ، دخلتُ في حالة سكونٍ عميق، إنني أحاول الآن استدعاء (قدراتي الخارقة)، إنني أسمتع الآن إلى أفكار جوليانا، إنني أدخل عقلها، إنني أُلامس خواطرها المخفيّة.. كانت أكثر أفكارها (تحت السطر)، يالها من وضيعة، خائنة، خسيسة، لقد كانت تفكر ب.. !كانت تفكِّر في (أقصر) طريقةٍ لنشر أخبارها الثقافية والإعلامية (أنا لا أمزح.. هذه حقيقة)، كانت تفكر في كيفيةِ إقامة علاقات متميزة مع المراسلين، والمتنفذين، وبالذات هذا المحرر الماثل أمامها، والذي طوقها بكلتا يديه !
ركزتُ أكثر، أغمضتُ عيني أكثر، ودخلتُ عقل الرجل الذي كانت تراقصه، وشرعتُ في قراءة أفكاره، كانت أفكاره أشد وضاعة، وخسة، كان يتأمل في المدة التي سيطلب منها.. أسبوعان أم ثلاثة في منتجع خاص مقابلَ نشر أخبارها؟ لم أستطع قراءة اسم المنتجع الذي سيتوجهان إليه، إلا أنني قرأتُ أنه يفكر الآن في خيانتها بعد انتهاء هذه المدة، وسيساومها بزيادة المدة، أو .....!===قرِفتُ من هذه الأجواء، وهذه الاشتراكية الليبرالية.. صحيح أنا ليبرالي الولاء، لكن مو لهذا الحد! انتحيتُ جانباً، وجعلتُ أقرأ بعض ما ترجمه الأخ الفاضل (حمد العيسى)، من كتاب (تعرية العربية السعودية)، للإنجليزي جون برادلي، ولست أدري هل اختياره لاسم (التعرية) له علاقة مباشرة بالليبرالية السعودية أم لا؟! المهم.. أنه ذكر جانباً من (الغباء) التحريري لصحفنا المجيدة، وذكر بعض الأمور التي (تفشّل) عن واقع الصحافة لدينا، إلا أن الأكثر إثارة هو اتهامه لمحررٍ شهير، ومخضرم، وفطحل في صحيفة (الشرق الأوسط)، اتهمه بأنه كان يعمل كرجل مباحث، وينتمي إلى تنظيم المباحث الليبرالي- الفرع الدولي! كما تندر المؤلف البريطاني على الصحف السعودية، ووصفها بما هي أهله، ارجعوا للترجمة، واستأنسوا بها. ===
أعود لصديقي الأهبل، رئيس التحرير المحترم، سألته سؤالاً واحداً.. بعد انتهائه من موسم التكاثر، وعودةِ بعض عقله له، قلتُ له: " لماذا هذه الازدواجية، والكيل بمكيالين في تغطياتكم الصحفية؟! "قال بكل بلاهة: " هاااه "سألته بشكل أوضح، يعني مثلاً، قامت أكثر وسائل الإعلام المحلية بتغطية خبر ذهاب المذيعة الأخت (سميرة المدني) إلى جبهة الحوثيين، والاحتفاء بها، وإجراء المقابلات الصحفية والفضائية معها، وإبراز صورها في الصفحة الأولى، مع كل ذلك.. لم يتم ذكر (مجرد ذكر، ولو على الهامش) خبر زيارة عدد من المشائخ لذات الجبهة؟!لم يُجبني على الفور، بل تجشأ سبع مرات متتاليات، وذلك من كثرة ما كرع من الشمبانيا، ثم قال: " اسمع يا راكان.. احمد ربك، بغينا بييييشششا "، ثم سقط على وجهه مخموراً !استطاع أن يُكمل جملته بعد مشقة طويلة، وجُشاء أطول، حيث طلب مني أنْ أحمد ربي كثيراً، فهولم يأمر بإيراد خبر زيارة المشائخ للجبهة، بل تراجع في آخر لحظة عن اعتماد خبر مثير يحمل المانشيت التالي:"بعد زيارة المشائخ للجبهة.. مجزرةٌ رهيبة في صفوف القوات السعودية ! "، وفي ثنايا الخبر المحذوف، أفادت مصادر خاصة.. بأن زيارة المشائخ للجبهة، ومخالطتهم للجنود، والتصوير معهم، وإلقاء الخطب عليهم.. كل ذلك تسبب في انشغال هؤلاء الجنود عن مهام القتال الرئيسية، وإشغالهم بمواعظ وخطب لا أهمية لها، مما أدى لإرتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش السعودي !
===
أخيراً.. !أخبرني من أثق بمخه ومخيخه.. أن الليبرالية السعودية ليست سوى مشروعٍ مُغرمٍ ب (نون النسوة)، والتاء (المفتوحة)، والتاء (المربوطة) !يقول محدِّثي: هي كذلك.. ليس إلا !إلا أنني أجدُ هذا الحديث متعارضاً مع كلمة أستاذي الكبير (الرفيق) إبراهيم البليهي: " بالليبرالية.. سيعز المسلمون.. ! "
عموماً.. توجهنا ثلاثتنا: أنا، وجوليانا، ورئيس التحرير.. إلى إحدى زوايا (المسبح الشهير)..كان عددٌ من الشباب والبنات يتهامسون بطريقة متأففة، ومنزعجة.. كانوا شبه سكارى، شبه عرايا، شبه مساطيل، قام أحدهم خطيباً، وحوله فتاتان مخمورتان على الآخِر، كان يُمسك بسيجارةِ حشيشٍ في يُسراه، وبُطْل فودكا أصلي في يُمناه، ثم توجه بحدثيه المنفعل، والمتشنج إليّ، وقال:" أنت.. أنت.. بلّغ صديقك (محمد سعيد طيب) أننا مستاؤون كثيراً، ولا نرضى بتشويه سمعتنا البتة "((كلمة البتة هذي تخوّف، خصوصاً من واحد محشش وسكران في نفس الوقت! ))
هممتُ أن أجادله، وأدافع عن أستاذي العزيز، الذي لا أعرف عنه إلا كل خير، إلا أن جوليانا تعرِف هذا الشاب حقَّ المعرفة، فهمسَتْ لي بالخروج، فهو إنسان شرس للغاية، وقد يستخدم السلاح الأبيض والملون ضدي... !سارعنا بالخروج، ثم... !ثم.. سألتُ جوليانا، وقلتُ : " ومادخل الأستاذ محمد سعيد طيب في القضية؟! "فقالت ضاحكة: " إنهم حَنِقون جداً عليه، فهم يعتبرونه من أكبر أنصار الفكر الليبرالي، بل يعده بعضهم بأنه الأب الروحي لليبرالية السعودية، ولستُ متأكدة من هذه المعلومة، إلا أنني متأكدة من شيء آخر..."نظرتُ إلى (رموشها) الطويلة.. منتظراً ما ستقوله هذه البنت الحلوة اللعوب، التي لا خاتمةَ ولا أمانَ لها !قالت جوليانا مبتسمة: " يُنسَب إلى الأستاذ طيب في حديثٍ فضائي، أنه قال: بأن مدّعي الليبرالية كثيرون جداً، نعم.. جداً جداً، لكن.. أكثرهم (دشير).. وربي لقد قال بالحرف الواحد.. دشير !"ضحكتْ لي جوليانا بمياعةٍ مُرهَقة، مُتعبة.. وذلك من آثار نباحها الاستثنائيّ الطقوسيّ مع رئيس التحرير، طيب الذكر، ثم قالت: " نعم.. اِتهمهم بأنهم ليسوا سوى دَشَرةٍ بالفصحى، بتنوين التاء وإشباعها على رأي أسيادنا الكوفيين، والأستاذ طيب هو أستاذك المفضل، وأنا أنصحك يا راكان.. نصيحةً أخوية، مِن وحْدةْ عاشتْ داخل (تنظيم العواء الجنسي).. أنصحك بألا تقترب منهم مرة أخرى، طبعاً إن كنتَ تريد المحافظة على حياتك ! "
وركبنا السيارة ضاحكين على وقع كلماتها الحلوة، ولكننا تفاجأنا...!تفاجأنا برؤية.. (جمس الهيئة) المقدّس، المحترم، اللي كله تمام في تمام، والهيئة في قلوبنا للأبد، وهم أحسن ناس، وأظرف ناس، ولا أحد يسب الهيئة قدام الأمير نايف، يا ويله ويلاه، والله ما غير ياخذ له خازوق محترم.. المهم.. اشتعل جسمي ورأسي، وتبللتْ (فنيلتي) الداخلية بالعرق، والتصقتْ بظهري (وهو نفس الشعور الذي يعتري كثيراً من أصدقائي الليبراليين عند رؤية هذا الجمس المصون).. وعلى الفور.. سارعتُ بتوجيه حديثي لجوليانا، كانت لهجتي آمرة، متسلطة، أمرتُها بالموافقة على كل طقوسي الجديدة، حيث.. عَقدتُ قِراني عليها، في زيجةٍ ليبرالية مدنية.. كنتُ أنا فيها الولي، والمأذون، والشهود، والزوج.. وهي صيغة محل اتفاقِ وإجماعِ (هيئة كبار السرابيت الليبرالية)..
وحينما مرّ جمس الهيئة بجوارنا، قلتُ لزوجتي الجديدة جوليانا في غلظة وتأفف، محاولاً صرف انتباههم عنا: " يا هيييه.. غطي وجهك.. غطي وجهك يا مَرَةْ "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.