محمد العوضي *نقلا عن "الراي" الكويتية عنوان المقال جزء قليل من كلمات جاهر بها دكتور مادة العقيدة والثقافة الإسلامية أمام الطالبات المتبرجات اللاتي احتشدن أمامه وعن يمينه ويساره!!! لماذا هذه القسوة يا استاذ؟ وهل هذا هو الخطاب الدعوي الراقي الذي تستحقه الطالبات اللاتي جئن طواعية للاستماع إليك؟ بأي منهج ديني ومبرر أخلاقي تلقي هذه القنابل اللفظية المتوحشة على اسماع الجنس اللطيف يا عنيف؟! كل هذه التساؤلات وغيرها تزول اذا عرفنا مكان وزمان وهدف محاضرة الدكتور! المكان جامعة «لايبزغ - LEIPZIG» في المانيا في تاريخ 30/11/2009 تمام الساعة 7 مساء... والدعوة كانت من معهد الدراسات الشرقية، اما الضيف المحاضر والدكتور الذي تلفظ بكلمات عنوان المقال النساء ابقار وشرور فهو كاتب هذه السطور... لكنك عندما تعرف سياق الكلام تعذرني وربما تقف بصفي وتشد على يديّ، كانت الندوة لطلبة جامعة لايبزغ وكان المستشرق البروفيسور ايكهار سولز هو مدير النقاش العجيب، وقبل ان انسى مشهدا اعجبني ان الدكاترة كانوا واقفين والطلبة جالسين على الكراسي، فالاولوية في المقاعد لمن جاء مبكرا! خلاصة المحاضرة التي حوت طلاباً وطالبات وضيوفاً واساتذة، تدور حول كيفية اصدار الاحكام العامة عند الناس على الشعوب او التيارات او المبادئ اي كيف تتكون الصورة الذهنية - سلبية او ايجابية- لدى الانسان عن الآخرين، بتعبير اخر ما الذي يشكل وعينا عن الآخرين، ذكرت لهم ثلاثة مصادر أ- الانطباعات الشخصية، ب- الدراسات العلمية، ج - الصورة التلفزيونية، ثم بينت طغيان تأثير الصورة التلفزيونية من التأثير على الدراسات والبحوث، وذكرت الاسباب وشرحت نظريات تأثير الصورة وآلياتها، ومن الامثلة التي ضربتها لهم كونهم الماناً ويحتفلون بمرور 20 عاما على سقوط جدار برلين، كتاب «القوة الناعمة لمساعد وزير الدفاع الاميركي (جوزيف س. ناي) حيث اشار في كتابه إلى جدار برلين قائلا: جدار لين كان قد تم اختراقه بالتلفزيون والافلام السينمائية قبل زمن طويل من سقوطه في عام 1989، ذاك ان المطارق والجرافات ما كانت لتنتج لولا انتقال الصور المبثوثة من ثقافة الغرب الشعبية على مدى سنوات طوال فاخترقت الجدار قبل ان يسقط، قلت لهم بصراحة ان الاسلام مشوه لدى اكثر الغربيين بسبب الاعلام المتحيز الموجه يعنف بأساليب مباشرة ورمزية ضد الاسلام كاحكام ومبادئ وضد المسلمين كشعوب، وتوجهت لهم بالسؤال اتريدون اعظم شاهد على ذلك، انها والدة قاتل الصيدلانية مروة الشربيني التي صرحت بقوة وبندم وطار خبرها وشاع لدى جميع وكالات الاخبار قالت: «لم اعلم ابني ثقافة الكراهية ولكن اؤكد ان ابني اكتسب كراهيته الشديدة للمسلمين بسبب التلفزيون الألماني!!!...» وطلبت من الحضور ان يبلغوا تحياتي وشكري لهذه الام الحزينة المنصفة الانسانية... لقد صدق من قال: الاعلام اليوم عليك سلطة تفوق سلطة اي مستبد (ديكتاتور) في العصور الوسطى والجمهور هم الضحايا. وطلبت من الجامعيين ان يحرروا انفسهم من هوليود وذيولها. مفارقة قلت للجمهور الطلابي اريد ان اذكر لكم مفارقة لا سيما اذا كان الحضور هم من اقسام الفلسفة والعلوم الانسانية والاعلام، انني لم احكم على موقف الشعب الالماني والغرب ونظرتهم للمرأة لمجرد ان كبار فلاسفتهم انتقصوا قدرها: «كلكم يعرف فيلسوف الارادة والتشاؤم الالماني شوبنهور، فهل تعلمون انه يعتبر المرأة ثعبانا ان فاتك ايها الرجل ان تطأ رأسه بقدمك فإنه يلتف عليك ويلدغك، وهل سمعتم ما قاله الثائر الالماني فريدرك نيتشه المتوفى (1900) وهو المادي الملحد الفيلسوف الاشهر الذي وصف النساء في كتابه (هكذا قال زاردشت) بانهن قطط وطيور وابقار على احسن تقدير، وان دورهن يقتصر على ترفيه الرجال الابطال!! ويقول (اذا ذهبت إلى امرأة فلا تنسى ان تأخذ سوطك معك)... والرأي عنده ان الجنس الناعم يكون ناعما حين يخضع لارادة الاشداء من الرجال وتصبح فظة لا تطاق اذا استقلت، وفي كتابه (فيما وراء الشر والخير) يذهب إلى ان الشرقيين على حق عندما ينظرون إلى المرأة كقطعة متاع، فاذا جئنا إلى اعظم فلاسفة العصر الحديث الالماني (عمانويل كانت) نجده يرى المرأة ضعيفة في كافة الاتجاهات وبالذات في قدرتها العقلية، واسترسلت اشرح قصته مع عشيقتيه ورأيه في تحملها للمسؤولية... الخ. ثم انتقلت إلى اساطين فكر فلسفة الانوار وعلى رأسهم جان جاك روسو فيلسوف الثورة الفرنسية الذي عد النساء المصدر الاول لشرور العالم، وكيف ان حامل لواء المساواة والحرية لم يطبق القيم البشرية الاساسية بطريقة واحدة على الجنسين، ويقتصر دورها على انها كائن وظيفي بحكم الطبيعة، اما رائد التحليل النفسي النمساوي سيجمون فرويد فيراها جنسا ناقصا لا يمكن ان تصل إلى الرجل او تكون قريبة منه!!!... بخلاصة انني لم احكم موقفكم من المرأة لا انتم (الالمان) ولا الغرب بسبب بعض عمالقة الفكر والفلسفة عندكم فكيف ثم كيف وانتم المجتمعات المدنية وطلبة الجامعات تكونون ضحايا واسرى اكاذيب الاعلام الغربي الغشاش المتحيز ضد الآخر المسلم!؟