تزينت الرياض وأضاءت لابن هذا الوطن، نصير الفقراء، وأب الشباب والشابات وداعم الشيوخ بخيراته صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز أو النافذة المضيئة على الأيتام والشيوخ.. ومثلما ظل سموه ودوداً، كريماً فإن رؤاه وأفعاله امتدتا لبناء المستشفيات والجامعات والكليات العسكرية ، وإنشاء المدن والمدارس وغيرها، ولن نستطيع حصر عطائه في كل الميادين والظروف لكنها واضحة المعالم والعطاءات.. في هذا الوطن نشأ تحالف المشاعر والأرواح بين السلطة والشعب ، ولا يشك حتى المغاير لنا ولوجودنا من أن تلازم القيادة مع مواطنيها هو مثال نادر عندما لا تُغلق الأبواب في وجه أي إنسان يريد مواجهة المسؤول سواء بالشكوى، أو التعاطف وأداء الواجب الذي عشناه منذ عصر المؤسس العظيم وحتى عهد اليوم.. لم تكن قسوة المرض وآلامه ودواعيه قاطعة بين الرجل الخير، وبين كل من يحتاجه، فقد كان يتابع ويواسي ويمنح، وفي عودته بُشرى لكل من يعرف حسناته الكبيرة وبذله وعطاءه اللامحدود، وكل مواطن انتظر إطلالته بعد معاناة، جاءت إن شاء الله عفواً وعافية.. وإذا كانت الأمور تُقرن برجالاتها الفاعلين وأصحاب النفوس الكبيرة، فإن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض ظل الأخ والصديق والمواسي مضحياً بوقته من أجل أخيه، وهو وفاء لا يُستغرب من شخص بحجمه وروحه وإنسانيته، ومع ذلك ظل رجل المهمات الصعبة في متابعة كل ما يجري في بلده وخارجه إذ لم ينفصل عن الأحداث ودوراتها المتسارعة، إضافة إلى أعماله اليومية التي نعرف أنها جزء منه في خدمة الناس ومتابعة أحوالهم. الصورة الأكثر روعة أنه في مثل هذه الظروف تختفي المراتب القيادية لكن يبقى الاحترام، ولعل عناق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، مع أخيه سمو ولي العهد الأمير سلطان في الاستقبال الحافل سيكون التجسيد الذي عرفناه في تقاليد الأسرة الراسخة، ولا ننسى مشاهد كثيرة عندما استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أخاه الأمير محمد بن عبدالعزيز عائداً بعد شفائه، وكذلك الأمير عبدالله الفيصل الذي عانقه داخل الطائرة بعد عودته ، ويعود بنفس الروح هذا اليوم الذي سيكون مناسبة سعيدة بين الأشقاء ومواطنيهم، وهي لحظة لا تنسى في تاريخنا المعاصر.. إن الوفاء المتبادل بين القيادة ومواطنيها، والثقة المطلقة التي أكدت أننا لسنا وطن المطاردات السياسية وزوار الفجر والسجون والتعسف، طبعتنا بأخلاقية الصحراء وعروبتها وشهامتها، وكما أن المشاعر لا تُشترى، ولا تُستورد، فإنها سمة مرتبطة بالعلاقات الصادقة بين مختلف أبناء هذا الوطن، يعزز ذلك أننا عشنا طبيعتنا، ولم تلوّنا الأحداث والظروف، أو أن ننساق خلف من جعلوا شعوبهم خلفهم..