محمد الشيخ - الرياض السعودية قلت غير مرة أن مشكلة اللاعب (المميز مهارياً فقط) محمد نور أنه لا يعرف حدوده داخل نادي الاتحادي، والتي يفترض قانوناً وعرفاً أنها لا تتعدى كونه لاعبا مثله في ذلك مثل كل اللاعبين الذين يرتدون القميص الأصفر، وإن تميز عنهم بمهاراته، أو تفرد عليهم بوضعه لذاك الشريط الملفوف حول كتفه. لذلك نجده يتخطى كل الاعتبارات، ويمارس كل الأدوار حتى نراه تارة وكأنه رئيس النادي الذي يمسك بزمام الأمور الإدارية فيه، وحادثة انتقاداته الصارخة للإدارة بعد استبعاده من جائزة أفضل لاعب آسيوي مثالاً على ذلك، وتارة ثانية نحسبه مدرب الفريق الذي يرسم استراتيجيته الفنية، ورفضه لكالديرون ومقاطعته لمعسكر إسبانيا مثالاً واضحاً، وثالثة نظنه مشرفاً على الفريق يصدر أوامره للاعبين كيف شاء، وجره للمنتشري أثناء تصريحه مع (art) مثال جلي، ورابعة نخاله عضو شرف يناطح أكبر الشرفيين، وما فعله مع طلعت لامي بقامته وتاريخه تلفزيونياً، وهو رجل الرئاستين في الاتحاد، وأعني رئاسة النادي ورئاسة المجلس الشرفي، مثالا يغني عن أي مثال آخر، ولو شئت لسقت المثال تلو المثال حتى لا أكاد انتهي!. قد لا تكون تلك المشكلة سببها نور وحده، وإنما مردها لحالة الدلال المفرط الذي حظي به خلال مشواره الكروي، والتي ضخمت فيه سطوة النجم، لاسيما خلال فترة رئاسة منصور البلوي، على الرغم من كل تجاوزاته التي بلغت حد التجرؤ على رؤساء النادي، بما فيهم البلوي نفسه الذي دخل معه في قضية عقده الشهيرة، حينما اتهم إدارته بالتلاعب فيه، والتي عرضته للإيقاف لعام كامل صيف 2006. والأعظم من الدلال، حالة الاحتضان السلبي التي يحظى بها نور من أنصار ناديه بتعدد فئاتهم، وذلك في كل مرة يتجاوز فيها على القانون، ويخرج فيها عن النص، إذ يجد من يبرر له أفعاله، حتى تكرست عنده وعندهم عقدة المظلومية الزائفة، التي صورت نور على الدوام بأنه الضحية لا الجاني. حتى في قرار لجنة الانضباط الأخير والذي أوقف من خلالها لأربع مباريات، كل مباراة لسبب معين، تنادى بعض الاتحاديين للدفاع عنه تحت ذريعة أنه مستهدف، وأن ثمة من يتربص به، مبررين نزوله لأرضية الملعب إثر إصابة مبروك زايد في مباراة الأهلي بحجة واهية، وهي أن دافع نزوله إنساني، وهو غير ذلك لان فيه دعوة لاستباحة الملاعب، والتجاوز على النظام تحت ذرائع مختلفة، يمكن لكائن من كان أن يختلقها عندما يخضع لسطوة القانون. أعلم-تماماً- أن ثمة مريدين لنور سينظرون لرأيي على انه إمعان في التعريض به، واستعداء لأصحاب القرار عليه، وهو ما لا أسعى له ولا أبتغيه، أولاً لأنني مؤمن بنجوميته داخل الملعب، والتي من المؤسف أن يخسرها الاتحاد والمنتخب الوطني، ثم لعدم وجود أي دوافع تجاهه لا على الصعيد الشخصي، ولا على أي صعيد آخر، وإنما هدفي هو إرسال دعوة صادقة لمحبي نور لمساعدته في إنقاذ نفسه من نفسه، خصوصاً وهو يمضي في خريف عمره الرياضي، ولأذكرهم فقط بأن من الحب –فعلاً- ما قتل!.