زادت التدخلات الشرفية في قضية قائد الاتحاد محمد نور مع ناديه في تعقيدها وتشابك خيوطها، إذ بات واضحا ان معركة اصطفافات بدأت تظهر في البيت الاتحادي ما بين منتصر لموقف إدارة النادي ومنحاز لتصلب نور، وقد تبدا ذلك بوضوح في التصريحات الصحفية التي أطلقلها عضو شرف النادي أحمد حسن فتيحي وردة الفعل العنيفة التي وجدها من الإدارة من خلال البيان الصحفي الذي حمل على فتيحي بشدة، إن من جهة المضمون او العبارات المستخدمة. فتيحي الذي كان عراب حل الخلاف الذي نشب بين نور وإدارة النادي في العام الماضي والتي كان يترأسها الدكتور خالد المرزوقي وجد نفسه محيدا هذه المرة، إذ بدا واضحا أن ثمة من الشرفيين المتنفذين من لا يريد من فتيحي التدخل على الرغم من أنه قد أبدى استعدادا للمساهمة في حلحلة القضية التي باتت شائكة هذه المرة، ليس رغبة في اقصاء فتيحي؛ وإنما سعيا لعدم تمييع القضية كما في كل مرة بأساليب (الطبطبة) التي جعلت نور يشعر أنه ندا للكيان الاتحادي وليس مجرد لاعب له حقوق وعليه واجبات أسوة ببقية زملائه في النادي، وهو ما جعله يلعب دور (الولد المتمرد) في كل مرة. ويحسب لإدارة الرئيس المكلف المهندس إبراهيم علوان أنه وضع ولأول مرة حدا لذلك الانفلات الذي امتهنه اللاعب الأفضل مهاريا في تاريخ النادي والأكثر خروجا على النظام في تاريخه أيضا، بيد ان المتابع للحالة الاتحادية الراهنة يكاد يدرك بأن ما كان لعلوان وإدارته القدرة على ضبط الأمور لولا ان خلفهم كان يقف عضو الشرف الامير خالد بن فهد الذي بدا واضحا من مواقفه التي اطلقها منذ بدء القضية أنه كان خلف دعم مسألة حتمية التأسيس لعمل احترافي ومهني في النادي يبدأ بتطبيق النظام على الجميع، ولن يكون ذلك إلا بضبط حالات الخروج عن النص التي امتهنها نور طوال مشواره، ليس استقصادا لنور نفسه، وهو الرقم الأصعب في المعادلة الفنية الاتحادية، وإنما لتكريس مبدأ أن لا أحد فوق القانون مهما علا شأنه وبلغت قيمته. وفي ظل تباين المواقف الشرفية في قضية نور فإنها مرشحة لأن تكبر وتتعاظم ككرة ثلج، خصوصا وأن ثمة من الشرفيين من لا يظهرون على العلن بيد انهم يحركون الخيوط ويضغطون على الزناد من خلف الكواليس، يساعدهم على ذلك بعض الإعلاميين سواء من صناع الحدث أو من ناقليه، وهو ما يجعل الأمور تذهب باتجاه التشعب والتشابك، خصوصا وأن ثمة من يسعى للضغط على الإدارة من خلال إشاعة وجود عروض للاعب، كما في الإعلان عن عرض نادي الوحدة بهدف تسخين المدرج الاتحادي المتعاطف مع نجومية نور –كما هي العادة دائما- في هكذا قضايا، ليس في الاتحاد بل في كل الأندية إن محليا او خارجيا؛ ولعل الهتافات التي صدرت عن الجماهير باتجاه مدير الكرة حمد الصنيع ومساعد المدرب حسن خليفة تذهب في هذا الاتجاه. وفي ظل هذا التعقيد فإن قضية نور قد وضعت الاتحاديين بجميع أطيافهم على المحك، فإما أن تنجح الإدارة في إدارة القضية بترسيتها على شاطئ الاحترافية، وإما أن ينجح نور ومن هم خلفه في إعادة الأمور إلى المربع الأول حيث الفوضى والخروج على القانون.