يوسف الكويليت - * الرياض السعودية في أوروبا هناك حملة ضد المسلمين، المحجبات، المآذن ، والعناصر المسلمة التي ظلت جزءاً من النسيج الاجتماعي في تلك الدول، لكن بالمقابل ماذا نقول للعالم من خلال حادثتين لم يمر عليهما أكثر من يومين، أو ثلاثة عندما فجرت عناصر صومالية فندقاً ينعقد فيه مؤتمر لمسؤولين حكوميين هناك، وتزامن معه تفجير مسجد في إسلام أباد، قيل إن من ضمن المصلين ضباطاً وعسكريين آخرين، وفي الصورتين لا ينازعنا أي شعب أو أصحاب ديانة عندما نحارب أنفسنا وعقيدتنا بتطرف زاد على أي تطرف آخر؟ لقد فزعنا، واستنكر معنا العالم مجزرة الحرم الإبراهيمي عندما أقدم دكتور صهيوني متعصب على قتل العشرات برصاص رشاشه، ولم يوقف جريمته إلا إفراغه سلاحه من الرصاص، وقطعاً هي جريمة بكل ما يفهمه المنطق، ويرفضه العقل، لكن إذا كان تصرف الإسرائيلي جاء من عداء متوارث وتربية اجتماعية وسيلتها الإبادة، وعدم احترام المقدس، أو العشر الأواخر من رمضان، فبماذا يفسر غير المسلم الاعتداء على الحرمات والمحرمات وبيوت العبادة من قبل مسلمين؟ قد تكون المقارنة غير مقبولة عند البعض، لكن الوسائل متساوية الغايات والأهداف، ولم يكن الإسلام في كل تاريخه يحمل الصور المغرقة بالدماء، لكننا أمام مشاهد غير منطقية أبداً، إذ مهما ظل العداء قائماً فهناك احترام معين لدور العبادة، حتى إنه في زمن ما قبل الإسلام، كانت عند العرب أشهر تحرم فيها الحروب، ونحن لا نبالي إن كان في رمضان أو الحجة عندما يقدم مسلم يعلن الشهادتين ويلتزم بأركان الإسلام، ثم يتحول إلى قاتل مع سبق الإصرار.. عندما حاولت صحيفة في دولة أوروبية الإساءة إلى نبينا (محمد صلى الله عليه وسلم) برسوم حاقدة، ثم جاءت أخرى بمنع المآذن باستفتاء شعبي، وهي تعلم أن في العالم الإسلامي آلاف الكنائس تدق أجراسها وتعلو مبانيها فوق الكثير من المباني الأخرى، وثالثة تقدم على محاربة مسلمين يصلون في الحدائق، أو يذبحون ضحاياهم، لأن القانون لا يعترف بذلك، فإن هذه الحروب جاءت من المشهد الإسلامي نفسه الذي تحول إلى مواجهة بين عناصر الدين الواحد مما أضعف هيبتهم وقواهم، وهي مسألة ضاع فيها صوت العقل أمام الإرهاب والتطرف.. الملك عبدالله دعا إلى حوار الأديان والحضارات، وذهب بعيداً بأن يلتقي مع قيادات دينية سماوية، أو مع أتباع ديانات أخرى، وكان الهدف هو حصر القضايا الحادة وطرحها أمام مشهد عالمي ينهي الخلافات ويقصر حالات التباعد، لكن بالمقابل نجد هناك من يتخذ الإسلام شكلاً آخر عندما تصبح المناظر المنقولة على وسائل النشر المختلفة، إدانة ظاهرة للسلوك الإسلامي، وهنا لا يأتي التفريق بين إرهابي ومعتدل في أمر يجب فرزه، وإنما يتم الاتهام والإدانة إلى أصحاب الديانة دون استثناء.. المرحلة صعبة إن لم تكن معقدة، ويبدو أن صوت العقل لا يصل لعناصر التطرف، وبالتالي صار المسلمون هم من يجسدون عداوة غيرهم، وهي قضية لا ندري كيف نصل إلى مغاليقها ونعود لنكون خير الأمم..