زرت سويسرا خلال العشرين عاما الماضية عدة مرات في مهام عمل أو إجازة خاصة ولمست فيها بعض الأمور الجيدة بالنسبة للمسلمين، فقد كان هناك حماية عامة لحقوقهم في العبادة وترحيب بوجودهم النظامي وتسامح اجتماعي معهم وتقبل لنشاطهم العام والخاص، ولذلك أصبح في كل مدينة سوسرية مسجد أو مصلى أو أكثر إضافة إلى بعض الفصول أو المدارس الإسلامية، ولم يعترض أحد من قبل على وجود المآذن على رؤوس المساجد والجوامع ناهيك عن وجود عشرات المصليات الصغيرة والمتوسطة وهي عبارة عن مساجد بلا مآذن نظرا لوقوعها داخل مبانٍ سكنية في شقق أو أدوار أرضية مفتوحة وليس لوجود اعتراض على إنشاء مآذن لها، وقد استمر الوضع على ما هو عليه عشرات السنوات قبل أن أزور سويسرا لأول مرة وبعد زياراتي المتعددة لها، ولكن سنوات العمل الطويلة التي كان يعيشها المسلمون في ذلك البلد الوديع شابتها في الآوانة الأخيرة بعض المنغصات التي أدت إلى ظهور بعض المشاعر البغيضة التي يقودها يمينيون سويسريون لهم تمثيل في بعض الأحزاب والمدن السويسرية وقد بنى هؤلاء مشاعرهم المبغضة للمسلمين على وجود بعض التجاوزات الحاصلة من قبل بعض المسلمين المهاجرين إلى سويسرا في الآونة الأخيرة لاسيما القادمون منهم من دول القرن الأفريقي بعد انتشار الفوضى والحرب الأهلية في الصومال وغيرها من دول القرن، وارتفعت إثر ذلك نسبة الجريمة بشكل ملحوظ حتى أننا في آخر زيارة لنا لسويسرا في شهر شوال من عام 1430ه، وجدنا من ينبهنا إلى ضرورة أخذ الحذر من السير فرادى في الشوارع الفرعية ليلا أو نهارا لإمكانية تعرض السائح الغريب لعملية سطو مسلح عليه وهذه الأمور لم نكن نسمع عنها خلال زياراتنا السابقة إضافة إلى أن القانون السويسري يحرم التعدد فيقوم بعض المسلمين بالزواج حسب القانون من الزوجة الأولى ثم يعمد إلى أحد المساجد ويعقد عن طريق إمامه على زوجة ثانية فإذا وصل الأمر إلى السلطات دخل في قضية صعبة وعرض نفسه والمأذون الذي عقد له لعقوبات قانونية صارمة، وهذه التصرفات وغيرها جعلت اليمين المتطرف يبحث عن ذرائع لم تكن موجودة من قبل لمضايقة المسلمين فكانت الحملة والتصويت ضد إنشاء مزيد من المآذن في سويسرا، فإذا ما فهمنا وعلمنا ذلك تظهر لنا المسؤولية التي يتحملها فريق من المسلمين المقيمين في سويسرا نحو ما حصل وعلاج مثل هذه الأمور لا يكون بالمظاهرات والبيانات الصارخة لأن ذلك لن يزيد المتطرفين المعادين للمسلمين إلا تطرفا وإنما يكون بحرص المسلمين على تمثيل أخلاق دينهم التمثيل الصحيح فمتى يكون ذلك؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة