يتفق جميع الرياضيين على أن لاعب الوسط الدولي محمد نور هو أفضل لاعب سعودي من الناحية الفنية، وأكثر لاعبي القارة تميزا داخل الميدان، وساهمت جهوده الواضحة في قيادته فريقه الاتحاد للفوز ببطولة الدوري السعودي العام الماضي عن جدارة واستحقاق، وكذلك السير بالاتحاد لمراحل متقدمة في دوري أبطال آسيا حتى بلغ المباراة النهائية أمام بوهانج ستيلرز الكوري، التي سجل فيها هدفا؛ لكن فريقه خسر نهاية الأمر اللقب؛ وعدم قدرة نور قيادة منتخب بلاده للوصول لكأس العالم، وكذلك إخفاق الاتحاد في الفوز بدوري أبطال آسيا تعني أن اللاعب لم يساعد ناديه ومنتخبه في إحراز المنجزين الأهم اللذين يمنحان اللاعب المترشح للجائزة الآسيوية المزيد من النقاط، والمعايير المتبعة تركز على النقاط التي تدعمه كثرة المشاركات في المسابقات الآسيوية الأربع؛ بدليل أن السوري فراس الخطيب، والبحريني محمد سيد عدنان، والإيراني هادي عقيلي رغم أنهم أقل فنيا من نور إلا أنَّ مشاركتهم المتعددة، وحصولهم على جائزة أفضل لاعب منحتهم نقاطا أكثر؛ وأعتقد أن حرمان لاعبنا الكبير من الجائزة ليس أكثر من مرارة من خروج منتخبنا من المونديال لأول مرة منذ العام 1994، ولا هو أصعب من فشل الاتحاد في الفوز بدوري أبطال آسيا. باستثناء الاتحاد المنافس على جائزة أفضل فريق خلت الترشيحات النهائية لاتحاد الكرة الآسيوية من تواجد لاعب شاب، أوحكم، أو مدرب سعودي، والمنافسة على جائزة أفضل اتحاد محلي في القارة لمن ساهم في تطوير اللعبة لم يكن للاتحاد السعودي وجود، وجميع هذه الأمور تحتاج لنقاش المسببات، والعمل على علاجها. لا يمكن أنْ نختزل الحزن في حرمان لاعبنا الكبير من جائزة تحدد الفائز بها معايير واضحة؛ حتى وإن كنا غير مقتنعين بها؛ بل الأهم أن ندرك حقيقة المشاكل التي نعاني منها في أضلاع اللعبة (اللاعب، والحكم، والإدارة)، وأن نعمل بجدية بدءاً من الاعتراف بالتقصير، ثم العمل الجاد لوضع أهداف استراتيجية للتصحيح المطلوب في زمن يتطور فيه الآخرون ونفقد فيه نحن كل مكتسباتنا. باختصار فوز الاتحاد على نجران كان منعطفا هاما في مسيرة الفريق بدوري المحترفين؛ للخروج من آثار الخسارة الآسيوية، والعودة لأجواء صراع الدوري الصعب. مدرب النصر يملك فكرا عاليا، والحكم عليه يجب أن يتم من خلال مباريات الدوري، وبعد فترة كافية. إدارة النصر، وإدارة الكرة بقيادة المميز سلمان القريني يدعمان توجُّه داسيلفا، والجهاز الفني يحتاج مواصلة الدعم لتثبيت الاستقرار المطلوب، والتأكيد على أنْ لا توجه لإلغاء عقده بسبب خسائر الفريق الأولمبي. تصريحات المدرب الأورجواني تؤكد أنَّ تغييرات جديدةً ستطال أربعة مراكز على الأقل في فترة التسجيل الشتوية، وهي أول خطوات ل داسيلفا الذي لم يكن وراء تعاقدات الصيف.