صدر تقرير منظمة الشفافيةالعالميةTransparency International لهذا العام ، وهذا التقرير يكشف عن مدى شيوع الفساد في العالم ، وترتيب دول العالم من حيث انتشار الفساد فيها ، وفي مقدمة الدول الأقل فسادا جاءت أولاً نيوزيلندا تليها الدنمرك ثم سنغافورة ثم السويد ثم سويسرا ثم هولندا أما ، الدول الأكثر فسادا فهي السودان وبورما وأفغانستان والصومال التي جاءت في المرتبة الثمانين بعد المائة ، وجاءت المملكة في المرتبة الثالثة والستين بعد أن كانت في المرتبة الثمانين في العام الماضي ، أي أننا تقدمنا في مستوى الشفافية وانحسار الفساد ، ولكنه تقدم بطئ ، وهذا التقرير يدل على أن أمامنا شوطا طويلا لا بد أن نقطعه في محاربة الفساد ، كما يدل على أن الأجهزة الرقابية عندنا ضعيفة ، وأن ملاحظات بعضها كديوان المراقبة لا تنفذ ، وهو الأمر الذي شكا منه الديوان غير مرة ، ولهذا يجب أن نحيي فكرة تكوين الهيئة العامة للفساد ونضم إليها كل الأجهزة الرقابية ونجعل لها أسنة ورماحا ، أي أن تكون جهاز رقابة وتأديب في نفس الوقت ، على أن تلحق بمجلس الوزراء ، وأن تكون قراراتها مشمولة بالنفاذ ، وأن يكون من ضمن هذه القرارات التشهير بالمفسدين ، كما يجب أن نفعل نظام من أين لك هذا الذي صدر به مرسوم ملكي في عام 1382 ، ومتى فعلنا كل ذك فسنتقدم كثيرا في محاربة الفساد .