عندما وصلت نسبة الطلاق في ولاية تيرينغانو شمال شرق ماليزيا إلى 30 في المائة، بدأت الحكومة تتحرك في محاولة تقليل النسبة عن طريق حث شركات التجميل على ابتكار وسائل جذب للزوجين وإبعاد الملل عن حياتهم الزوجية، مثل العطور الخاصة وغيرها..، وتعتزم الحكومة فتح محلات للزينة للأزواج والزوجات، وتعيين مستشارين للشؤون الزوجية لتقديم النصح للأزواج فيما يجب ارتداؤه من ملابس أثناء النوم كما ورد في الخبر. وأعلنت الحكومة أنها ستمول رحلات شهر عسل جديدة لمن هم على حافة الانفصال من الأزواج في سعيها إلى الحفاظ على حياتهم الزوجية، ذلك أن رائحة الجسد وثياب النوم المملة والرتابة من أهم أسباب الطلاق في تلك الولاية. وعلى الرغم من أن نسبة الطلاق في مجتمعنا في ارتفاع، إلا أنني لن أورد النسب المذكورة في وسائل الإعلام لأنني لا أثق في النسب لاختلافها الكبير بين خبر وآخر ولعدم الدقة في حساب الأرقام التي نتجت عنها، إلا أن المؤكد أن الأسباب الرئيسة للطلاق في مجتمعنا تختلف عن تلك المذكورة في الخبر عن الطلاق في ولاية تيرينغانو. فمجتمعنا يمر بتغيرات كبيرة نتيجة الانفتاح الثقافي بسلبياته وإيجابياته والذي نتج عنه اختلاف أدوار أفراد الأسرة عما سبق، فلم يعد الفتى أو الفتاة يؤدي نفس الدور الذي كان يؤديه والداه في الأسرة، لكنه يتوقع بعد الزواج أن يؤدي شريكه نفس الدور الذي يؤديه والده أو والدته، دون أن يتحمل هو المسؤولية، كذلك فإن ضعف الترابط الأسري عما كان عليه سابقا، والذي نتج عنه نقص المودة والرحمة بين الزوجين أفقد الشباب فرصة التربية بالقدوة الصالحة وفاقد الشيء لا يعطيه، أي أن السبب الرئيس من وجهة نظري هو اجتماعي بالدرجة الأولى، إلى جانب أسباب أخرى عديدة منها نقص الاحترام بين الزوجين وعدم الصبر أو الاستعداد للتنازل عند حدوث المشكلات الزوجية وعدم قدرة الزوج ماديا على تلبية حاجات زوجته، خاصة مع زيادة إقبال الفتيات على الاهتمام بأنفسهن والمبالغة في الشراء، كذلك ارتياد الشباب الاستراحات يوميا، فيكون للزوج حياته وللزوجة حياتها الخاصة بين الأسواق والصديقات وكل من الزوجين يرى أن الآخر هو المقصر وأن تصرفاته السلبية هي نتاج تصرفات شريكه السلبية. وقياسا على ما قامت به الحكومة الماليزية من سبل معالجة ازدياد نسبة الطلاق في الولاية المذكورة بطريقة «داوني بالتي كانت هي الداء»، فإنني أتساءل عما قامت به مؤسساتنا الحكومية بهذا الخصوص وما يمكن أن تقوم به، وإن كنت أعتقد أن العبء الأكبر يقع على الأسرة في طريقة التربية والتوجيه، ما عدا في بعض حالات الطلاق التي كان سببها غش أحد الطرفين عند الخطبة وعدم ذكر عيوب الخاطب أو المخطوبة منذ البداية، حتى إذا ما تم الزواج ظهرت الأخلاق على طبيعتها في أمور لا يمكن الصبر عليها فيتم الطلاق. [email protected]