قبل عدة أسابيع كنت قادما من لندن فى رحلة عمل عرجت فيها على القاهرة وفى عز تسونامي الخنازير كفانا الله واياكم شره..وشعرت بشيء من الإنهاك وارتفاع فى درجة الحرارة وشيء من الإعياء بمجرد هبوطي فى جدة..لم اعط المسألة الكثير من الاهتمام ،سلّمت على المدام وتريكي وكان على مايبدو ان وجهي مصفوق ووضعي لا يبشّر بخير، إلاّ انني ذكرت لهم انه السفر لساعات طويلة ولامشكلة واتركوني انام..طبعا الحمى كانت تتزايد ولم اتمكن من النوم .. الشباب فى البيت قلقوا وشعروا بأن وضعي ماهو سليم..المهم اذكر انني انتفضت من فراشي مع ساعات الفجر وعلى راسي ثلاثة شباب ببزّات زرقاء ومكممّي الأفواه وفى ايديهم قفّازات بيضاء ويحملون عدة شغل فى شنط ،بادروني بسؤال :كيف حالك يابوي،إنت طيب،ويش تونس؟؟؟ طبعا من الروعة لم اشغل نفسي بالكثير من التحليل وعرفت إن الشباب فى مهمة استكشافية لفيروس الخنازير اللعين وانني مشتبه به بلغة رجال الأمن ومسألة فحصي حتميّة..طبعا بيني وبينكم كنت فى قمة زعلي على تريكي والمدام بسبب إستدعائهم لفرق الهلال الأحمر ،ولكني فى نفس الوقت كنت مستانس على وجود شباب مجنّدين فى أي وقت من اليوم لممارسة عملهم الخطر والله يجزاهم بالخير..المهم فى الموضوع وبعد ان سألني الشباب عن التاريخ واليوم واسمي وويش احس فيه وتأكدوا إني مواطن صاحي،بدأوا وبمنتهى الاحتراز التشييّك على حرارتي وقياس ضغطي وفيما إذا كنت اعاني من نزف دموى او إسهال –اكرمكم الله- وتوصّلوا إلى انني سليم إلى حد ما لكن وضعي مايطمن ولابد من اخذي للمشفى..طبعا شكرتهم ولم اوافق على الذهاب معهم او حتى الذهاب للمشفى على الرغم بيني وبينكم إنّي بدأت اصدق إن عندي الفيروس اللعين وقد يكون فى مراحل استيطانية اوليّة داخل جسمي..طبعا غادر فريق الهلال الأحمر العظيم منزلي،ووجدتني اضحك من كل قلبي على سلوك تريكي والمدام وتصرّفهم الاحترافي-واظنه احترازيا وخايفين على اعمارهم من هالمخلوق إللّي جاي من بؤر الخنازير..لم احاسب احدا ولم اتصرف بشكل حاد مع احد ولكنني صدّقت إن فيني شيئا غلط ولازم اشوف لي حلا من بكرة..بيت القصيد فى المسألة هؤلاء الشباب يعلم الله إن وضعهم محزن فهم غير محميّين وعدة الشغل من قفازات وكمّامات ارخص من إللّي يستعملها عمّال المصانع والمنشآت للأسف..وحسب ماذكروا لي فإمكناتهم ضعيفة وفيه مجموعة منهم اصيبوا ولا توجد ادوات تعقيم للأدوات والأجهزة التي يستعملونها حتى عندما ينقلون حالة خنزيرية كل ما يفعلونه هو ترك سيارة الإسعاف فى الشمس للتهوية ولاغتيال الخنزير اللعين..لااظن ان هناك بدلات تصرف لهم الآن على الأقل معنويا ليقدموا خدماتهم بشكل مرض..انا اقول لماذا جهاز كالهلال الأحمر يبقى بكل هذة الإمكانات الضعيفة فى التجهيزات او المركبات او الطائرات او الإهتمام بالعاملين فى حقل الغام بوجود كل أشكال الفواشي لدينا من ضنك مستوطن وتيفود وطواعين بيئية وبكتيرية تتوالد اكثر من الفئران فى البلد بسبب إهمال اجهزة كالبلديات وحماية البيئة والصحة العظيمة..على أي حال ،مشيت الأمور بشكل جيد وذهبت للطبيب من الغد الذي أكد لي ان اموري جيدة ولله الحمد ووضعي سليم..وعلى اية حال انتبهوا لأنفسكم وكفانا الله وإياكم شر الفواشي..والله يستر علينا فى ظل اجهزة خائبة فى وقاية المجتمع صحيا وبيئيا..ولله الأمر من قبل ومن بعد [email protected]