ان المتأمل في اطروحات الاستاذ والكاتب علي الموسى طرقه لابواب حساسة جداً وبأدوات لغوية تفرد بها كاتبنا، وهاهو في اطروحته - التي ضمت " اشياء " كما اسماها ويقصد بها مواضيع على ما اظن - والتي يتحدث فيها عن مناهج وادارات بل وزارات والتي كانت بعنوان :" تعديل المناهج واشياء اخرى " كان له مع المناهج والعلماء والبعارين والطلاب وقفة كنت اظنها ستضيف لي نوعاً من التبصر والاستقراء في تلك العوالم ولكني توقفت في آخر الطريق وانا لا اعلم هل هو اول الطريق أم آخره. ينقل لنا الكاتب علي الموسى في مقاله ما أكدته مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة التربية والتعليم بشان اعادة النظر في المناهج الشرعية للطالبات وكيف انها خطوة تمت بعد تشاور ودراسة شارك فيها متخصصون من الوزارة وهيئة كبار العلماء، ثم يعتب الكاتب علي الموسى على الانتظار عاماً كاملاً خاصة انه تم بمباركة من كبار العلماء، فكيف لو لم تباركه الهيئة هل سيلوم التأخير أم يلوم الهيئة. ان كاتبنا الكبير علي الموسى يلوم ويعتب للتأخير ويطالب بتعجيل التغيير والتطوير في المناهج الشرعية وكأنهم سيغيرون في عبارة في درس الوضوء في مادة الفقه او موضوع واحد في احدى صفحات مادة التفسير او انهم سيغيروا ويبدلوا في منهج التوحيد كاملاً - مع ان مثل هذه التغييرات تحتاج وقتاً طويلاً- وكأنه نسي وهو المعلم – كما ذكر هو – أن المناهج العلمية المادية تحتاج إلى اكثر من عام لتغييرها او تطويرها فكيف بمناهج شرعية يتمازج فيها علم الشريعة وفقه الواقع حسياً ومعنوياً، إلا اذا كان كاتبنا الكبير ينظر بمنظار آخر ويعلم ما لا يعلمه أهل الاختصاص من تعليميين وتربويين وشرعيين. وأساله وهو الكاتب المعروف لماذا هذا الطرح الآن ونحن نعلم ان اطروحة تغيير المناهج – كما اسماها – لها فترة طويلة وهو على طاولة الصحافة تتجاذبها لغات القبول والرفض والنقد والاحتكام، ام ان إقحام صغار العلماء – كما اسماهم - في المسألة هي البقعة التي يريد ان ينشرها على ثوب مقالته،ويوهم القارئ ان أي خلل في المناهج الشرعية سيحدث نتيجة تدخل صغار العلماء، أم انه نسي ان الشمس قد اشرقت وطمس الظلام وكشف العور وعادت الحياة لمسارها الطبيعي، والعجيب هو تكراره لكلمة " صغار العلماء " وكلمة " كبار العلماء " في مقاله المنهجي. اخي الكاتب علي الموسى الكبير ان صغار العلماء يفخرون انهم علماء، ويسألون الله ان يثبتهم، وكل عاقل يسال الله ان يكون منهم، واذا كان في صدرك حرج منهم وضقت به فانك قد اخترت الطريقة الصحيحة في تنفيس ما في صدرك بالكتابة فلا تتوقف عزيزي فالامر يحتاج اكبر من ذلك. * كاتب سعودي