عبد الله الفراج - الوطن السعودية بالأمس قضيت يوم عيد الفطر المبارك في مدينة بريدة, بعد أن غبت عن أعيادها سنوات طويلة, وجدتها مدينة تنمو داخلها مدن بسرعة مدهشة, وتأسفت كثيراً لحال نادييها الجارين الرائد والتعاون اللذين تغيب عنهما الشركات الإستراتيجية في ظل النمو السكاني المذهل, وزيادة الأعداد الجماهيرية، لاسيما من قبل النادي الأول الذي سجل حضوره بين أندية الممتاز منذ ربع قرن, كسب من خلالها ريادة أندية منطقة القصيم وعميدها. واليوم بريدة مدينة بكر من حيث الاستثمار الرياضي تنتظر من يقرع الجرس الأول من قبل الشركات الوطنية التي تتوافر بكثرة على أرض منطقة القصيم الخضراء, دون أن تمد يد الشراكة لأي من أنديتها الموجودة التي يضاف إليها نادي الحزم شريك الرائد في دوري زين للمحترفين. وبينما أقلب دفاتر ذاكرتي، وعلى بعد مسافات قليلة من أسوار أقدم أندية المنطقة وأعرقها (نادي الرائد) الذي لا يفصله سوى بعض كيلومترات عن أكبر سوق عالمي للتمور والذي قاربت إيراداته في أقل من شهر المليار ريال, أخذت أتساءل عن الجفاء الذي يجده هذا النادي من أصحاب الأموال الكبيرة الذين أنجبتهم مدينة بريدة, وقلت في نفسي ألا يعلم هؤلاء كم من الأرباح التي سيجنونها لو وضعوا 1% من جملة استثماراتهم لصالح الاستثمار الرياضي لهذا النادي أو غيره من أندية المنطقة الجماهيرية, وكم هي الأرباح التي سيجنونها على المدى البعيد, حتى وإن لم يحققوا الأرباح المرجوة فإن من أهم واجباتهم الاجتماعية دعم أندية المنطقة وشبابها, وجعلها إحدى أهم الواجهات الحضارية لمدينتهم التي بدأت تأخذ أبعاداً مختلفة من حيث التغير الديموغرافي والاقتصادي الكبيرين الذي لاحظته من خلال تلك المناسبة. واليوم بريدة أمام امتحان عسير يتمثل في كيفية إقناع أرباب المال بأهمية صناعة الرياضة فيها, وعنصرها الاستثماري الهام, من يراها يشعر أنه في مدينة عصرية, ومن سيزورها غداً سيشاهد العجب العجاب!!. ولذا فإن أعضاء شرف أنديتها ورجال الأعمال المنتمين إليها عليهم مسؤولية جسيمة في تغيير الصورة التي رسمتها أذهان البعض عن بريدة الفتية قبل عقود من الزمان, وأن يستهدفوا في برامجهم المقبلة المال الوليد, والشركات ذات العلاقة الجماهيرية لإقناعهم في عقد شراكات إستراتيجية مع أنديتها يكون أقربها الرائد والحزم شريكي أندية المنطقة في دوري زين للمحترفين.