د.صالح بن مقبل العصيمي التميمي - الاقتصادية فُجعت القلوب المؤمنة من محاولة الاعتداء الغاشم الذي كاد يتعرض له صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لكن الله سلمه وحفظه وحماه وأبقاه. إن هذه المحاولة الغاشمة تدل دلالة أكيدة على أن هذه الفئة قد تلبسها الجهل والحقد وقد فقدت جميع المبادئ الأخلاقية، ومصيرها من فشل إلى فشل بحول الله وقوته، فئة لا مستند لتصرفاتها، فلا تعتمد على كتاب ولا على سنة ولا إرث لها لا من مبادئ ولا قيم ولا أخلاق. إن محاولة الاعتداء الغاشم الذي لم يكن له ضحية إلا صاحبه، فوق ما فيه من حرمة لأن فيه اعتداء على نفس مؤمنة، والاعتداء على النفس المؤمنة محرم، قال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه) فيها أيضاً انتحار، والانتحار محرم ومن كبائر الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سُماً فقتل نفسه، فسُمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يَجَأ بها بطنه في نار جهنم خالداً مُخلداً فيها أبداً) البخاري 5778. وفيها أيضاً خيانة للأمانة، فالأمير قد أعطى للمعتدي الأمن وأزال عنه الخوف ولكن هذا المعتدي لم يقدر الأمانة ولم يحفظها وبادر بخيانة من ائتمنه، والله يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون). وأي خيانة أشد من هذه الخيانة صاحب السمو يعطي الرجل الثقة والأمن والأمان ويرفض أن يتعرض لجرح أو إهانة أو تفتيش في منزله ثم يقابل هذا المعتدي الإحسان بالإساءة، وهذا المعروف بالنكران، وكان جزاؤه أنه الجاني والمجني عليه والضحية لفعلته الشنيعة التي لا يُقرها أحد وينفر منها كُل مُسلم وعاقل. إن العقل ليعجب من أين أتى هؤلاء المفسدون بأفعالهم ومبادئهم ومن معلمهم ومن يدعمهم ومن ملهمهم. لقد أتوا بأمر لا يقره دين ولا خلق ولا مبدأ. فما أسهل إراقة الدماء عندهم وما أيسر قتل البشر لديهم، فلا دين يؤيدهم ولا مبادئ تدعمهم ولا أخلاق تؤازرهم؛ بل الضلال قائدهم ومرشدهم. إن هذه الفئة الجاهلة الغاشمة تظن أنها ستنجح في زعزعة أمن هذه البلاد وهذا محال - بإذن الله، وتظن أنها ستنجح في قطع أواصر الحب بين ولاة الأمر وأبناء هذه البلاد بمحاولة جعلهم يفقدون الثقة بمواطنيهم، وهذا ضرب من الخيال، فعلاقة الولاة بالعلماء والمواطنين علاقة وطيدة علاقة دين وأخوة، وعلاقة راع ورعية، فيا سبحان الله لا همَّ لهذه الفئة إلا هذه البلاد ورموزها وقلاعها وولاتها، فمرة يأتوا لمعقل الأمن يريدون تدميره وقد أبطل الله عملهم فدمرهم، ومرة بمنبع الخير والرخاء، البترول يريدون تخريبه، فرد الله كيدهم في نحورهم، ومرة إلى رمز من رموز الأمن، أمير عُرف بحلمه وحكمته وحنكته ولطفه وأدبه فأرادوا قتله فقتلهم الله وحماه. إن هذه المحاولة البائسة تزيد الناس يقيناً إلى يقينهم بضلال هذه الأفعال وضلال القائمين عليها. الذين يريدون أن يبدلوا نعمة الله كفراً، ولكن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. وفي الختام أهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بسلامة سمو الأمير محمد، كما أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية على سلامة نجله الأمير محمد، كما أهنئ سمو الأمير محمد على سلامته وأهنئ الأسرة المالكة والشعب السعودي والأمة الإسلامية على سلامة سموه، حفظه الله من كل سوء ومكروه، وحفظ الله لنا الأمن والأمان والسلامة والإسلام.