عندما تشعر أنك تراوح في مكان واحد فاعلم أنك تعاني من مشكلة, المراوحة تعني حالة من التعطل عن التقدم وعن الإبداع والابتكار, هذا ما شعرت به وأنا أتابع المسلسلات الكوميدية السعودية التي تعرض في شهر رمضان,أقلب القنوات ما بين طاش ما طاش ومنافسيه فلا أجد شيئاً يستحق المتابعة وضياع الوقت فيكون الخيار هو المسلسلات الكوميدية الأمريكية بخياراتها الهائلة المتعددة والمتجددة والتي تناقش كل شيء, أما مسلسلاتنا فقد خرّفت ولم ترض أن تسلم الميراث لأحد, لم تعد تلك الشخصيات تضحكني وأنا متأكد أن هذا شعور كثيرين. إن أردنا أن نصنع شيئاً, فلا بد من تنشيط دور جمعية الثقافة والفنون وإعادة الدور الذي كانت تطلع به إليها مع تشخيص العيوب التي كانت تعاني منها, لا بد من هيئات ولجان تفتش بدأب عن الموهوبين في مجال التمثيل والكتابة, لا بد من إحياء دور المسرح المدرسي والجامعي, بحكم عملي كمدرس ألاقي العديد من الأطفال الموهوبين والذين يملكون الحس الفكاهي, ثم لا يلبثون أن يختفوا دون أن يدرك أحد ما يملكون من مواهب, لا بد من البحث عن هؤلاء وبعد لقياهم لا بد من تدريبهم وتعليمهم وتمريسهم على العمل. بقاء الباب مفتوحاً على مصراعيه أمر ضروري لكيلا نبقى مجبرين على مشاهدة طاش ما طاش للأبد، فعندما أشعر أنني مفروض عليك سواء أجدت أو لم أجد , فإن هذا سيحدوني إلى الكسل في العمل وبيع " المسلوق " , أضف إلى هذا عامل الكهولة الإبداعية, والتي لا تتعلق بعمر الفنان, وما لها من أثر كبير في تردي مستوى ما يقدم. وهذا هو ما حدث هنا. بلادنا مليئة بالمواهب العظيمة التي تنتظر من يكتشفها فهل سنسعى لإخراجها إلى النور؟