سالم الكردي صاحب خبرة طويلة في الأعمال الدرامية الكوميدية منها والتراجيدية؛ فهو يؤمن على حدِّ قوله بأن مخرج الكوميديا قد ينجح في التراجيديا مثلما حدث معه وليس العكس. وتحدث الكردي عن الأعمال السعودية الكوميدية والدرامية، وذكر أنه سعيد بتواجده في عمل يصور في جدة للمرة الأولى. “شمس” التقته في كواليس مسلسل (عوانس سيتي) أثناء تصويره في جدة، ودار معه هذا الحوار: * هل يعتبر هذا المسلسل هو أول عمل لك تقوم بإخراجه في جدة؟ صحيح، هذا أول عمل لي أصوره في جدة، لكنه يعتبر العمل الثالث في السعودية، ويعد أول تعاون لي مع شركة الصدف، التي حققت أعمالها تفوقا بانتشارها في عدد من القنوات، خصوصا (إم بي سي) التي تعتبر أفضل قناة بين بقية القنوات الأخرى. وهنا أشيد بالدور الذي يقوم به الصديق العزيز حسن عسيري الذي التقيته في السابق منذ نحو 20 سنة كممثل في مسلسل (شمس الغربال) في الأردن، وبصراحة أنا سعيد بالتجربة مع (الصدف) ومرتاح جدا في العمل بجدة، التي أعتبرها أسهل في تصوير الأعمال دراميا من الرياض. * ما الفرق؟ في الرياض نجد صعوبة بعض الشيء في التصوير؛ فهناك أعتقد أن البعض لا يتقبل فكرة تصوير المسلسلات الدرامية، مع احترامي وحبي للرياض. * أعتقد أن لديك أفكارا قد تكون قديمة عن الرياض؟ قد يكون ذلك! * بماذا يتميز مسلسل (عوانس سيتي) عن بقية أعمالك؟ العمل هذا يختلف كثيرا عن بقية الأعمال، ويتميز بأنه كوميدي خفيف يعالج قضية مهمة جدا هي قضية العنوسة وتحكم الأب في مصير بناته وبخله الشديد الذي يترتب عليه الكثير من المشاكل الأسرية. ويميز العمل عودة الفنان عبدالله عسيري إلى المسلسلات التلفزيونية بعد انقطاع طويل، وأنا في الحقيقة فوجئت بقدراته كفنان، ويمتلك حسا كوميديا جميلا جدا، وأرى أنها تجربة ثريّة بمشاركة مجموعة جميلة من الفنانين من السعودية ومن دول الخليج، على رأسهم فخرية خميس وسعاد علي وبثينة الرئيسي وعبدالله العسيري وعبدالعزيز الشمري وخطر وخالد منقاح. * وكيف وجدت التعامل مع نجوم العمل؟ كل الطاقم من النجوم مميزون؛ فمثلا عبدالله عسيري فنان موهوب وأرى أنه عجينة لينة بيد المخرج، وعبدالعزيز الشمري سبق أن تعاملت معه في عملين: واحد في دمشق، والثاني في الدوحة، وكلاهما من الأعمال التراجيدية، وهو من الفنانين السعوديين الذين يملكون كاريزما خاصة، ولديه حس كوميدي عالٍ، وفخرية خميس لا شك أنها فنانة كبيرة وكوميديانة جميلة عندها قدرة على توظيف هذا الحس بشكل جميل، وسعاد علي متميزة في الأعمال الكوميدية وتأخذ دور المرأة القوية، وبشكل عام في هذا العمل مجموعة ظريفة من الممثلين. * أيهما تفضل: إخراج الأعمال الكوميدية، أم التراجيدية؟ عندي قناعة تامة دائما بأن أعطي الخبز لخبازه، والمواطن العربي وصل إلى مرحلة فقد ثقة في كل المواقف الكوميدية والوطنية، وأصبح مثقلا بالهموم وارتفاع الأسعار مثلا في معظم الدول العربية، ومساحة الحرية البسيطة تخلق عند المواطن شعورا بأنه في حاجة إلى شيء ينسيه همومه ومشاكله، والعمل الكوميدي ينفِّس بعض الشيء عن هذا المواطن همومه؛ فمثل هذه الأعمال تلقى إقبالا أكثر من العمل التراجيدي؛ لأن الإنسان يبحث عما يفتقده، ونحن في هذا الزمن نفتقد الفرح. * هل الكوميديا أصعب من التراجيديا؟ من السهل أن تبكي المشاهد، لكن من الصعب أن تضحكه، وليس في إمكان أي مخرج أن يعمل كوميديا، لكن للأسف بعض الأعمال الكوميدية تسند إلى بعض المخرجين الذين ليس لديهم حس كوميدي؛ والدليل على ذلك تجربة في رمضان الماضي لأحد المخرجين الأردنيين في رأيي أنها كانت غير موفقة لموفق صلاح في (كلنا عيال قرية)، مع احترامي لموفق صلاح؛ فهو لا يجيد فن الكوميديا، ولكن قد يكون موفقا في الأعمال الدرامية الأخرى. وفي ظل وجود محطات فضائية قادرة على أن تجد التنويع إذا شعر المشاهد بأن (دمك ثقيل) فممكن أن يتجه إلى محطة أخرى؛ لذلك لا بد للمخرج أن يكون حريصا على ألا يوصل الكوميديا إلى مرحلة التهريج وأن يقدم كوميديا راقية تحترم عقل المشاهد. * هل تؤمن بالتخصص؟ وهل سبق أن رفضت أعمالا تراجيدية؟ لم أرفض أعمالا تراجيدية؛ لأن المخرج الذي يملك الإحساس الكوميدي ينجح في التراجيدي وليس العكس، وأنا نجحت في التراجيديا وقدمت عدة أعمال أبرزها: (قانون الغاب) لتلفزيون دبي، و(خلف الجدران)، و(دموع القمر)، و(موعد مع الغروب). * من أبرز الفنانين الكوميديين في الوطن العربي؟ محمد العلي، وبكر الشدي يرحمهما الله وكان الشدي يمتعني، وكنا التقينا في عمل (ورد وشوك)، وأيضا الفنان محمد الطويان. وعلى مستوى الوطن العربي وحيد سيف، وعادل إمام، ودريد لحام، وياسر العظمة، وأبو عنتر؛ وفي الكويت حسين عبدالرضا، وغيرهم. أما الأسماء الحالية في السعودية فهناك حسن عسيري، وفايز المالكي، ومحمد العيسى، وعبدالعزيز الشمري، وثنائي (طاش ما طاش)، كثيرون في السعودية إذا أتيحت لهم الفرصة فسينجحون، لكن الغريب في الموضوع أن الجهات المسؤولة تنظر للدراما، عموما بشيء من عدم الاهتمام، وليس مثل كرة القدم، وهنا أود أن أوجه رسالة: “نحن كمشاهدين في الوطن العربي حفظنا أسماء مدن وشوارع مصرية من خلال دراما التلفزيون ودراما السينما، وتعرفنا على اللهجة المصرية وحفظناها من خلال الشاشة المصرية؛ لذلك نريد اهتماما من الإخوة أصحاب القرار في السعودية بالمسلسلات، ولكن أجد أن الاهتمام بدأ الآن من خلال حسن عسيري وبقية الإخوة في (الصدف)، وشكري الجزيل لهم على اهتمامهم بهذه القضية؛ فنحن بدأنا نشعر الآن بوجود عناية بالمواهب؛ إذ يجب أن نصنع إنسانا يملك الموهبة. * ما رأيك في عودة (طاش ما طاش)؟ سعيد بعودة ناصر وعبدالله لسببين: هذا العمل أخذ مساحة جميلة جدا من أوقات المشاهدين وشوهد بشكل كبير وهناك حلقات هادفة جدا وذهابهما إلى شكل آخر من الكوميديا خلال مسلسل (كلنا عيال قرية) جعل المشاهد يعمل مقارنة بينه وبين مسلسل آخر، وأنصحهما بأن يبقيا على (طاش ما طاش) ويتعاملا مع كتاب ومخرجين جدد؛ لعل هؤلاء الكتاب والمخرجين يضيفون دماء جديدة ويكملون مسيرة نجاح هذا العمل. * وماذا عن اختيار المخرج هشام الشربتجي لإخراج (طاش 16)؟ أجد أنه مخرج كبير وقدم سلسلة أعمال جميلة خصوصا الأعمال الكوميدية، وأتوقع له النجاح.