يقال بأن أول مشهد من فيلم ما هو إلا آخر مشهد من فيلم آخر, وكذا أيضاً بالنسبة للرواية والمسرح ، فلا يوجد فنان يستطيع أن ينكر تأثير ما قرأه أو شاهده على فنه. حتى دون أن يشعر بذلك. وبشكل أكثر وضوحاً يمكننا التأكيد على أن نجاح "طاش ما طاش" في المملكة هو الذي جعل جميع المنتجين يفكرون قبل كل شيء بصناعة مسلسل كوميدي, كما أن كل مسلسل كوميدي جاء بعد "طاش" ما هو إلا استمرار لنفس الأفكار والمواقف الكوميدية، وهذا بالضبط ما دعا إلى ضرورة استحداث نمط جديد في الكوميديا ليخرج علينا مسلسل "37" حتى ولو كان استنساخاً مشوهاً للمسلسل الأمريكي "سكربز". لكن ماذا عن المسلسلات الدرامية السعودية ، التي لا زالت تعاني من نفس المشاكل والأخطاء ولم تستطع أن تتخلص من تأثير المسلسلات الكويتية أو القطرية عليها ، فبداية من "غلطة نوف" مروراً ب"الساكنات في قلوبنا" وانتهاءً ب"ليلى" لا أحد يمكنه أن يلاحظ فرقاً كبيراً بينها، سواء من حيث حجم القصور أو زوايا التصوير أو الحوارات، ومسألة استحداث نمط وأسلوب جديد للمسلسلات الدرامية يبدو أنها تأخرت لدرجة كبيرة ولا أحد يعلم سبب ذلك؟. تغيير الحالة الدرامية المحلية أمر لا بد منه، والتنوع مطلوب ، لكنه يحتاج لدماء جديدة تحمل فكراً مختلفاً ، وما حصل مع طاقم مسلسل 37 يجب أن يكون ملهماً لكل شاب يمتلك موهبة التأليف والتمثيل ويشعر بضرورة التغيير الفوري!.