عضوان الأحمري - الوطن لا أعرف ما الذي يجعل المخرجين الأمريكيين يصورون الرجل العربي, وخصوصاً الخليجي أنه عاشق للخمر زائر للملاهي الليلية, يعشق "التنقيط" ويقوم بالمقامرة بكل ما معه من مال, ويظن أنه بالمال فقط يمكن أن يشتري كل شيء. هذه الصورة قد تكون معبرة عن حالات فردية, لكنها بالتأكيد تكون محط أنظار الكتاب والمؤلفين الغربيين الذين يحولونها إلى مشهد في فيلم سينمائي,حتى ولو كان هذا المشهد عابراً لكنه بالتأكيد مؤلم لنا حين نكون بجوار الأمريكان في قاعة سينمائية. صورة أخرى يسجلها المخرجون الأمريكيون الآن,عن الفوضى وعدم احترام النظام لدى المهاجرين العرب في دول الغرب,أتذكر حين دعينا لمشاهدة فيلم VISITOR , كان أحد أبطال الفيلم من إحدى الجنسيات العربية مقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية,مهاجر غير شرعي قام بتجاوز النظام في محطة المترو ليتم القبض عليه وبعدها تبدأ أحداث الفيلم التي انتهت بخروجه من السجن وبدأ علاقة ودية مع أحد الأمريكان وزوجته وأقام عندهم هو وزوجته إلى آخر أحداث الفيلم. في هذا الفيلم,يتهكم أحد الأمريكان على مسألة احترام الوقت حين يقول للممثل العربي سنلتقي الساعة الخامسة بالتوقيت الأمريكي وليس حسب الساعة العربية! لكن هذه الصورة النمطية تكاد تختفي حالياً مثلاً مع (بعض) الطلاب المبتعثين, حين تشاهدهم في محطة المترو أو ينتظرون الباص العام وهم يحترمون النظام يقفون في الطابور, يحترمون الموعد ويحترمون (الآخر), وهذا الاحترام بالتأكيد أتى من صرامة النظام حتى لو كان المبتعث سيعود ليطبق ما اعتاد عليه من فوضى لكنه إيجابي لو استمر طويلاً, ورضخ لنظام إجباري يجبرك أن تحترم المطر حتى. لا توجد لدينا أفلام مضادة لتصحيح الصورة, ولا توجد لدينا محاولات للخروج من عرض الاجتهادات السينمائية في دول الخليج فقط, الأمل موجود في المجموعات الشابة التي بدأت بجلد الذات الاجتماعي, وقد يكون التحول القادم لو اجتهدت في كتابة نص حقيقي مطول, وتحويله إلى فيلم سينمائي يعرض في دور العرض الأجنبية, عن الصور النمطية والحالات الفردية, وأننا لسنا شعب الله المختار لكن في نفس الوقت,أن لدى الغرب كذلك ما يعيبهم ويميزهم, ويمكن أن تكون هناك نقاط التقاء اجتماعي بدلاً من نقاط الاحتقار الجماعي!