في الأسبوع قبل الماضي حضرت اجتماعات علي مدي يومين في البيت الابيض للمجلس الاستشاري الرئاسي بجميع أعضائه حول المشاركة القائمة علي التعاون بين الاديان والحوار. وضم هذا الاجتماع جميع زعماء الاديان والمجتمع المدني الخمسة والعشرين في أنحاء البلاد لوضع اللمسات النهائية لمجالات اهتمامنا بشأن التوصيات التي سنقدمها للرئيس باراك أوباما في فبراير في نهاية مدة تكليفنا كمستشارين. وعندما استمعت باهتمام للمناقشات التي دارت في المجموعة شد اهتمامي شيئان: 1- التماثل المذهل لتحدياتنا وأحلامنا بغض النظر عن الثقافة أو الدين. 2- الفرصة التي لم تستغل من جانب أمريكا للتعلم من المجتمعات المسلمة في أنحاء العالم وليس العكس فقط. وقد تم تكليف المجلس بستة تحديات معقدة لدراستها واعداد توصيات بشأنها للرئيس وهي تشمل : مساعدة الناس علي مواجهة الأزمة الاقتصادية بمافي ذلك الفقر والتشرد المتزايدان في أمريكا. رعاية الاسر وخاصة فيمايتعلق بالدور المهم للاباء معالجة الفقر عالميا خفض معدلات العمل والاجهاض غير المتعمد معالجة تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري العالمية. الحوار والتعاون بين الأديان ورغم أن مهمة العمل التي أركز عليها هي الحوار والتعاون بين الاديان إلا أنني استمعت الي زملائي في المجلس وهم يناقشون المجالات الخمسة الاخري باهتمام شديد. وسمعت عن العدد المتزايد للأسر الامريكية من كل الخلفيا الاجتماعيةالذين يفقدون وظائفهم ومنازلهم نتيجة للتراجع الاقتصادي وخاصة كيف أثر هذا علي حياة الاطفال الذين عانوا من سوء التغذية والنتائج السيئة للتعليم والمشاكل النفسية مثلما استمعت الي المسلمين المتدينين وهم يناقشون مسئولية رعاية الفقراء والجائعين. ونفس هذه المشاعر تم التعبير عنها عند مناقشة الفقر عالميا.لكن ربما كان أكثر الاشياء تماثلا جذبا للانتباه هو أهمية الاسرة - فهي حجر الزاوية في الاسلام لكنها مؤسسة لاتحظي بالاهتمام أحيانا من جانب المثقفين العلمانيين.. واستمعت الي الزعماء الدينيين وهم يناقشون الامراض الاجتماعية التي ظهرت نتيجة لانقسام الاسرة التي ليس لها عائل مثلما استمعت الي زملائي المسلمين والعرب وهم يناقشون نفس القضية. وسوف يلاحظ كثير من القراء انه بينما تكافح المجتمعات المسلمة للتصدي لكثير من هذه المشاكل الاجتماعية فهمي متقدمة نسبيا علي امريكا بشأن العديد منها ولذلك قد تكون هذه المجتمعات المسلمة مصدر نصيحة وحكمة للقوة العظمي.. وهذا بالطبع حقيقي. غير أن ماقد يسبب دهشة لكثير من الناس هو المنطقة الاخري التي يتفوق فيها الشرق الاوسط وبصفة أساسيةدول الخليج المنتجة للبترول: التعامل مع تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري عالميا من خلال تطوير مصادر طاقة بديلة وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قطر والامارات العربية المتحدة والسعودية بين الدول الرائدة في العالم في تطوير "الطاقة الخضراء" .. وهذا الامر في مقدمة أولويات الرئيس باراك أوباما. أنا شخصيا أعرف أن فريقا من كبار العاملين الجادين في البيت الابيض تم تكليفه لعمل من أجل التأكد من أن المبادرات التي وردت في خطاب أوباما في القاهرة بشأن "بداية جديدة" طموحة ستصبح حقيقة وهي مجال تركيز فريق العمل الذي أنتمي اليه. بمجلس المستشارين. ماأدركته في الاجتماع الذي عقد علي مدي يومين للمجلس الاستشاري هو أن عملنا بشأن الحوار والتعاون بين الاديان قد يتم تحقيقه علي أفضل نحو من خلال مساعدة المجتمعات الامريكية والمسلمة في انحاء العالم علي تشكيل شراكات للتغلب علي التحديات الخمسة الأخري.