أتمنى من الأستاذ عمرو خالد، أن يعي الفرق بين "أهل الفن" و"معشر العلماء".. وأن ما يجري على الأولى من تقاليد وأعراف، لا ينبغي بحال أن يستن بسنته الدعاة والمصلحون الدينيون! الأستاذ خالد، هذه الأيام، يقوم ب"فرقعة البومب" أكثر مما "يبدع" دعويا على النحو الذي اعتدناه منه منذ سنوات ..الداعية الكبير بات أكثر صخبا في الإعلام، فيما توارى وجوده الإصلاحي بالتدرج، حتى ليكاد المرء يرى عمرو خالد "الصاخب" أكثر من عمرو خالد "الداعية" اللامع والمرموق! منذ أسابيع، نشرت "المصري اليوم".. عن خروجه من مصر"المتشددة" التي لا تتحمل خطابه "المعتدل".. وبعدما "زاد" الموضوع عن حده، وبات "أكبر" مما توقع خالد، ارتبك الداعية، وفي مواجهة "أروبت" الشهيرة، بين "الداعية" عمرو خالد، والصحفي "مجدي الجلاد".. وقع الاثنان في بعض، وكادت تحدث فضيحة، واتضح في النهاية أن الرأي العام الذي اهتم بالخبر كان ضحية عملية "نصب" كبيرة، شارك فيها الطرفان معا: الداعية والصحفي.. والأخير هدد الأول، بأنه سيضطر إلى "إفشاء السر" بينهما والذي لم يطلع عليه إلا علام الغيوب وحده! واتضح في النهاية أنه "سيرك صحفي" نصبه الاثنان، ل"سر" لا يزال بينهما وحدهما وكدنا نعلمه، لولا استجداء الداعية وتوسله للصحفي، أن لا يهتك ستره ويفضح سره! يوم أمس 29 يونيو 2009.. وفي صحيفة أخرى خاصة "الشروق، ومنافسة ل" المصري اليوم"، نُشر تقرير يقول إن "سبب الحقيقي وراء خروج الداعية هو طلب شخصيات نافذة في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم منه أن ينضم للجنة السياسات بالحزب في الفترة المقبلة، وأن يشارك في الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في برامجه، على اعتبار أن خالد عُرف عنه الدعوة إلى الإسلام المتحضر والوسطي، وهو ما تقول الجماعة إنها تدعو إليه"!. وفي تقديري.. إن هذه واحدة من "لعبة البومب" التي تستهدف إعادة الأستاذ عمرو خالد، إلى المشهد الإعلامي، وليس من "باب" الإبداع، ولكن من "شباك" الفرقعات الصادمة.. فهو مرة "مطرود من مصر، سبب إسقاط قصة موسى عليه السلام مع فرعون، على الواقع السياسي المصري الراهن.. ومرة بسبب أنه "مناضل سياسي" معارض، رفض الانضمام إلى "حزب الحكومة" أو توظيفه في ضرب الإخوان من خلال مشاركته في "مزاد الاعتدال" الذي عادة ما يرسي على الجماعة! وفي هذا السياق.. فإنني أخشى أن أشاهد الأستاذ عمرو خالد قريبا على "أوربت" مرة أخرى، وهو يتوسل لأحد أعضاء مجلس تحرير الشروق، ويرجوه أن لا يفضح ما بينهما من "سر"، وينهي الحلقة بسرعة وينصرف على عجل، وهو يردد :" أرجوك .. أرجوك .. لا تفعل".. لنعيش ذات الفيلم المكرر و الممل الذي لعب بطولته خالد بالمشاطرة مع الجلاد من قبل