في أحيان كثيرة عندما يخطئ أحد في حقك , ثم يوفق هذا المخطئ لجميل المنطق وحسن الاعتذار يزول عنك ما كنت تجده في نفسك .., وفي أحيان أخرى يتعاظم الخطأ في نفسك عندما يلقي عليك المخطئ بحجة باردة ويواجهك باعتذار أقبح من فعل , عندها ينجح فقط باستفزازك وإثارة حنقك.وذلك تماما ما قام به نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة بالشركة السعودية للكهرباء عبد السلام بن عبد العزيز اليمني عندما أخبرنا في تصريحه لوكالة "واس" أن انقطاع الكهرباء المتكرر والمزعج في بعض الأحياء بمنطقة القصيم خلال الأيام الماضية كان بسبب"الطلب الكبير على الكهرباء ونقص التوليد الأمر الذي اضطر الشركة لفصل الكهرباء عن بعض الأحياء تفاديا لحدوث انقطاع تام للخدمة"!! ولا أعلم هل اليمني كان يتوقع أن الناس ستستبدل هذا الصيف "المهفات" بدلا عن المكيفات؟!,أم أن التوسع العمراني –السكني منه والتجاري- سيأخذ إجازة خلال هذا العام؟!! من المؤكد عند الصغير قبل الكبير أن الطلب على الكهرباء هو بازدياد مطرد نتيجة الزيادة السكانية والتوسع العمراني.. وهل بات فصل الكهرباء عن الأحياء بالتناوب عوضا عن الفصل التام انجازا تباهي به الشركة ومكرمة تمن بها علينا؟ ويزداد العجب وينجح المسئولون في الشركة باستفزازنا واستثارتنا عندما يقدمون لنا السبب الآخر والذي " اضطر الشركة مجددا إلى فصل الكهرباء لأوقات محدودة" وهذا السبب هو"ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي في المنطقة"!!! ياترى لو شعر هذا المسئول بإمكانية محاسبته عن تصاريحه وأنه سيطلب منه –على سبيل المثال- معدل درجات الحرارة للأعوام الماضية ومعدل هذا العام –الغير طبيعي- هل كان سيتجرأ؟ لقد نجحت الشركة بامتياز في استفزازنا من خلال هذه التبريرات السخيفة بحق وفشلت في أن تقول كلمة واحدة تقدم من خلالها اعتذارها لهذا المجتمع. لقد نجحت الشركة في توزيع المسئولية على الجميع بلا استثناء بما في ذلك درجات الحرارة! وفشلت في الاعتراف بفشلها من خلال التقاعس عن الاستعداد المبكر للزيادة الطبيعية في الطلب على الكهرباء وبالتالي الارتفاع المنطقي للأحمال. لقد نجحت الشركة-من خلال هذه الأزمة- في أن تفشل, لترينا ثباتها على طريق الفشل سواء كان ذلك من خلال أدائها أو نتائجها المالية,دون أن يشفع لها كونها الشركة الوحيدة في هذا البلد المعطاء من دون منافس