(وهل تظن أنني ديانا إسبيرس حتى تجري معي لقاءً إعلاميا في الطائرة؟). الجملة ما بين القوسين هي جواب الداعية الأنيق الدكتور محمد العريفي على مراسل "الوطن" الذي كان معه بالطائرة نفسها قافلاً إلى الرياض من الدوحة. هذه الجمل الشاردة من أفواه بعض الدعاة الأجلاء تثبت أنهم مثلنا في الكثير من ممارسات الحياة. يعرفون ديانا إسبيرس ويتفاعلون مع الشخوص من أمثالها كثقافة. يسافرون إلى باريس ودبي وقرطاجة ويصطحبون معهم عوائلهم ويلتقطون لهم صور الذكريات مثل تلك التي كانت لطفل العريفي الصغير الذي لم يتفوق على أبيه في شيء حتى اللحظة إلا في الوسامة، ما شاء الله وتبارك. في المقابلة نفسها طلب محمد العريفي من الإعلامي خفض الصوت عند الحديث عن شعبية الداعية المعروفة لدى شريحة واسعة من الفتيات، ومثلنا جميعاً يبرهن فضيلته أن الداعية بعكس المشاع، يخاف ردة الفعل ويضرب – لداخليته – المصون ألف حساب. يتباهى الداعية محمد العريفي بوسامته ويعترف بين الأسطر أنها جزء من شعبيته الواسعة، وحتى في هذه يسير فضيلته، عكس المشاع، من أن طلبة العلم لا يكترثون كثيراً بالأناقة رغم أنهم قدوة حياة لملايين الشباب الذين ربما (لم يحسنوا) لمظهر الالتزام في مبالغة لبعضهم بتقشف أقرب للبهدلة رغم أن سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام كان يصرف ثلث دخله للطيب. وفي كل المقابلة، أعطى الشيخ محمد العريفي صورة واضحة لملامح الحياة الخاصة في سيرة فضيلة شيخ. تلك الصورة التي لا تفصل ما بين لوازم المظهر الشعبي أمام ملازميه ومريديه وما بين حياته الخاصة. هو مثلكم جميعاً يهتم بالأناقة والموضة ويعرف الفارق ما بين ديانا إسبيرس وبين الراحلة الكويتية السمراء عائشة المرطة. تصرف في الاستهلال على سجيته فلم يقل لأخي المراسل، بندر العمار، وهل تظن أنني باراك أوباما أو جيمس بوند أو حتى هيلاري كلنتون حتى تجري معي حواراً في الطائرة؟ ذهب مباشرة إلى أقرب الأسماء في الذاكرة، وإلى أكثرها جمالاً في المخيلة ولربما فاجأه الطلب فأعطانا جواباً عفوياً لأنه مثلنا ومثلكم يتفاعل مع الإعلام ويقلب صفحات الصحف ويشاهد صور المليحات وأخبارهن في يسار الصفحة الأخيرة. صحيح أنه قد يرفض صورهن وأخبارهن من حيث المبدأ ويخاف من تأثيرها على العوام ومن افتتان الشباب بها ولكنه على المستوى الشخصي لا يرى ضررها عليه لأنه اكتسب من علمه وسيرته حصانة ضد هذه الشوارد مثلما هو متأكد تماماً أن شعبيته الجارفة في أوساط الفتيات ما بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين مثلما قال هي ركيزة خطابه الدعوي واختصاصه الذي ترك بقية المهاترات مع المدارس الأخرى من أجله.