ما قام به الشابان في حائل "الهمزاني و الشمري" من عمل بطولي فذ , ومخاطرة جريئة بمعنى الكلمة , من أجل إنقاذ حياة المرأة التي كادت أن تبتلعها و زوجها مياه السيول الهادرة , كان من الممكن لهذا الحدث أن يمر مرور الكرام دون أن يسمع به أو يراه الكثيرون ..غير أن نقل الإعلام وتفاعله بكافة وسائله ومن ثم التجاوب الرسمي بأعلى مستوياته ابتداء بالملك و ولي عهده و الأمير محمد بن نايف ضخ في عملية الإنقاذ هذه زخماً هائلاً , وباتت الحدث الأبرز على المستوى الاجتماعي خلال الأسبوع الفائت , وبمثل هذا التعامل الرائع والمبهج تم صناعة قدوة لشبابنا تحتذى من خلال مقطع بلوتوث يتداول في زحمة المقاطع .. لربما نسي البعض سريعا أبطال هذه الحادثة , وربما الآخر لم يعرف أسماء أولئك الأبطال ؛إلا أن عملية الإنقاذ هذه ستبقى محفورة في ذهنية المجتمع والشباب خصوصا لوقت ليس بالقصير, وستبقى مثالا حيا مستفزاً و حافزا حاضرا .. لقد سئمنا من قدوات مزيفة وهزيلة نفخ فيها الإعلام كثيرا حتى باتت ورما في جسد المجتمع منخدعا به الكثير من شبابنا وصغارنا ؛ حتى إذا انبجس هذا الورم أزكم أنوف الجميع بصديده وقيحه.