نجيب الزامل - اليوم .. ليس العنوان من عندي ولكن من مقال خرج في جريدة «العرب نيوز» ، ولكني أجيب واثقا، بإذن الله، قائلا: إن المستقبل يخبّيءُ خيراً، بل خيراً عميما. وأنا لا أتكلم عن المستقبل بالمرهون بالثروة النفطية، أو كل ما هو إلى نضوب إن لم يكن اليوم ففي يومٍ قادم، ولكني أعني ثروةً لا تزول، بل متجددة ما بقيت حياةٌ على الأرض.. هذه الثروة هي الشباب. نعقدُ الخيرَ، كل الخيرِ، على الطلائع من الشباب. الشبابُ قرّروا ومضوا في طريقهم ليصنعوا حياتَهم هم، أن يضعوا الأساس المتين لبنيان المستقبل.. قرر الشبابُ أن ينفضوا العجزَ والتخاذل ودواعي الحسرةِ والتشاؤم، وأن يتسلقوا جبالَ الآمال حيث الهواء النقي، وحيث استشراف العالم القادم بأفقٍ فسيحٍ مترامي النهايات. ملَّ الشبابُ من الاستماع لصرخاتِ وبكاءِ المقالات الحزائنية، والمعاقبة للذات، والناعبةِ على خراب الإدارة العامة.. وعرفوا أن الاستماع لكل هذه البكائيات الناحبة في التذمر والجأر بالشكوى لن تُجدي فتيلا، ولن تُغيِّر وقائعَ تجري كل يومٍ على الأرضِ، إلا أن نفضوا هم أنفسُهم وانتشلوها من بِرَكِ الوحل الثقيل، وخرجوا يجْرونَ بهمّمِهم وطاقاتهم يحملون آمالَهم وأفكارَهم وأحلامَهم لسهول المستقبل الخضراء الموشاة بأزاهير التفاؤل والعزم والتصميم، والقدرة على التغيير. وكما قلنا أكثر من مرة: قرر الشبابُ، وهو القرارُ الصحيح، أن يكونوا هم القاطرة التي تجر قطار مصائرهم، ولا يتركونها لمن ينعقون بوجوههم كل يوم، فلا يريدون للشباب إلا أن يروا الظلامَ.. فالحقيقةُ إن إطالة التحديق في الظلامِ هي التي تسلبُ في النهايةِ القدرةَ على الإبصار. وعندما أرسل لي القارئ الأستاذ عبد الرحمن العميري ( لعلي كتبتُ الاسمَ صحيحاً فهو وردني بالحرف اللاتيني) قال- مترجِماً من الإنجليزية-: «أرجو أن تتمتع بما ستقرأه، راجيا لك يوماً سعيدا.» مرفقاً المقالَ الذي أنوّهُ عنه: (ماذا يخبيء لك المستقبل؟)، وبالفعل يا عبد الرحمن تمتعتُ وسعِدتُ بكل حرفٍ من المقال. وكان المقالُ عن هؤلاء الشباب الأبطال تحت عنوان صُناع الحياة، وعائش لهدف، وواحد في ثلاثة، التي تضمهم مظلة ندوة الشباب الإسلامي، وهم شباب تآلفوا من جامعتي الملك فهد والملك فيصل – وأقدم شكري واعتزازي بإدارة هاتين الجامعتين- ليشكلوا فِرَقاً بنشاطات وأعمال وعروضاتٍ في الاسواق والقاعات الكبرى عن جهودِهم، وكان نجاحُهم كما قال «أوسكار وايلد»: مجاوَرَةٌ لأكتاف الشمس. ولكل من شاء أن يمضي في شكواه، وأن يُصرّ على النظر في حُفَر الطريق، وأن يحدّقَ في الظلام، ما يريد. ولكن الشبابَ أخذوا على أنفسِهم العهودَ والمواثيقَ بأن يرفعوا رؤوسَهم للسماءِ الصافية، وأن يعملوا للتغيير للأفضلِ والأبهى، وأن يكسروا تروس الآلةِ الجامدة، ويصمِّموا هم آلتَهم العصرية المنطلقة، وأن يتملّوا بعيونهم في رائعاتِ النهار، وفي أنوارٍ صادرة من مكانٍ يختبيء في ركن الزمان.. مكان اسمه: المستقبل. [email protected]