من الذي "ورّط" الوزير الجديد؟ - الوطن قلت غير مرة، إنه لا أحد يلوم الناس عندما يتوجسون من تغير استراتيجيات العمل لمجرد ذهاب مسؤول وقدوم آخر.. العرف السائد إداريا في بلادنا مع الأسف أن أول خطوة يقوم بها المسؤول الجديد بعد تغيير مكتبه طبعاً هي طمس كل معالم سلفه.. حيث يقوم فوراً بإقرار منهج جديد بالكامل لا يحتوي بين دفتيه على أي مفردة من المفردات التي سطرها سلفه.. وفي غير مكان كررت أن البلد اليوم تمر بطفرة إدارية ملحوظة، وإذا قام كل مسؤول جديد، سواء أكان أميرا أم وزيرا أم غيرهما بنسف الخط المتميز الذي كانت تسير عليه إدارته، لمجرد أن الذي رسم خطها هو المسؤول السابق سنجد أنفسنا "مكانك راوح"! أقول هذا على هامش البلبلة التي أثيرت حول معالي وزير الصحة الجديد والذي وجد نفسه في مأزق تصريح أحدث دويا هائلا ولم يصب الهدف.. كلنا نعرف علاقة الوزير الجديد الدكتور عبد لله الربيعة بالوزير السابق الدكتور حمد المانع.. وكنت ألمس خلال ست سنوات هي عمر وزارة المانع حجم العلاقة الحميمة التي تربط الاثنين.. وهذا ما جعلني أنتظر ولا أعلق على "شوشرة" الحزام الصحي.. لأنني مدرك أن ثمة بياناً توضيحياً أو قل: استدراكاً سيصدر، وقد صدر بالفعل. أنا بحجم اطلاعي على ملف الصحة أقول إن الحزام الصحي موجود.. ووجد الدعم الكبير من حكومتنا.. واليوم تقف معالمه شاهدة عليه في حائل والجوف والمدينة وتبوك وقريبا عسير وجازان، وعما قريب بقية المناطق.. الذي نتعشمه من الوزير الجديد أن يواصل ما بدأه الوزير السلف، فالقادم ليس سهلا حتى ننشغل عنه بحروب كلامية "لا تودي ولا تجيب".. وحتى مع انطلاق الوزير نحو حزام صحي فاعل لجميع المناطق يبقى السؤال: من الذي "ورّط" الوزير الجديد بهذا التصريحات؟ من الذي أشغله عن المهمة الكبيرة المنتظرة منه؟!