تصاعدت قضية مشروع «الحزام الصحي»، بعد إعلان وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أول من أمس أن المشروع «لا وجود له»، إذ هاجم مسؤولان في وزارة الصحة -كانا مقربين من الوزير السابق- أمس سياسة إدارة الوزارة السابقة برئاسة حمد المانع، مؤكدين ما قاله الربيعة عن «وهمية» المشروع. ونفى المسؤولان قطعياً وجود مشروع بمسمى «الحزام الصحي» داخل أروقة الوزارة، معتبرين أن تصريحات الوزير السابق كانت مجرد أفكار لا وجود لها على الورق، ولم يرد في شأنها أي أمر رسمي لتدخل حيز التنفيذ. وفجّر المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أمس مفاجأة بتعليقه على نفي وزير الصحة الجديد لوجود المشروع المذكور، عندما قال: «حين تسلم الوزير الجديد الوزارة سأل عن مشروع الحزام الصحي، فقلنا له إنه لا يوجد أي شيء عن هذا المشروع، وأنها مجرد تصريحات للوزير السابق المانع كان يؤكد فيها أن المشروع يستهدف مناطق السعودية كافة». وأضاف: «لا يوجد الآن أي مشروع في الوزارة بمسمى الحزام الصحي، ولم تشكل أية لجنة في عهد المانع لبحث الأمر». وعن وجود اختلافات في توجهات وزيري الصحة (السابق والحالي)، بخصوص «الحزام الصحي»، رفض مرغلاني التعليق على ذلك، طارحاً في الوقت نفسه احتمال أن يكون المانع تحدث عن المستشفيات التخصصية الموجودة الآن في المناطق. من جهته، أصدر مستشار الإدارة الصحية السابق الدكتور رضا خليل بياناً رسمياً (خصّ به «الحياة») يفّند من خلاله التصريحات التي حدثت سابقاً بشأن مشروع «الحزام الصحي» التي نفاها الوزير الربيعة، معتبراً أن المشروع لا يتعدى كونه مجموعة من الأفكار كثر الحديث حولها وتناولتها الصحف المحلية من دون أي وجود رسمي له على أرض الواقع. وأضاف، أن خطط التنمية المختلفة في المملكة المختصة بالقطاع الصحي لم تتضمن أي إشارة للمشروع لا من قريب ولا من بعيد، علماً بأن وزارة الصحة ترسل خططها ومشاريعها لإدراجها ضمن خطة التنمية، كما أن وزارة المالية تستند على ما ورد من خطط التنمية عند اعتمادها لمشروعات جديدة لوزارة الصحة. وأشار خليل إلى أن محضر لجنة الدراسة الشاملة لتقويم الخدمات الصحية في المملكة المشكلة بالأمر السامي الكريم رقم 161/م بتاريخ 13/2/ 1421ه برئاسة وزير التخطيط وعضوية جميع الجهات الصحية ذات العلاقة لوضع ورقة عمل واستراتيجية محددة وآلية لتنفيذ الحلول، لم يتضمن أية إشارة لمشروع «الحزام الصحي». وأضاف في بيانه: «لم تشر الاستراتيجية الصحية التي رفعت إلى المقام السامي الكريم من وزارة الصحة برقم 8641/1/س/1 وبتاريخ 2-9-1422ه التي تمت مناقشتها على مدار أعوام عدة في هيئة الخبراء وفي مجلس الشورى أية إشارة إلى هذا المشروع علماً بأن الاستراتيجية تعبّر عن خطط وزارة الصحة للأعوام العشرين المقبلة». وزاد: «كنت أنا شخصياً مشاركاً في مناقشة هذه الخطة لدى هيئة الخبراء ولدى اللجنة الصحية بمجلس الشورى». وأكد أن موازنات وزارة الصحة لم تشهد على مدار الأعوام الماضية أي برامج أو مشاريع بمسمى «الحزام الصحي»، ومن ضمنها موازنة العام المالي الحالي. وكان وزير الصحة عبدالله الربيعة كشف أول من أمس عن عدم وجود أي مشروع لدى وزارة الصحة باسم «الحزام الصحي»، مستبعداً تماماً وجود هذا المشروع في أي من الخطط الاستراتيجية السابقة لوزارة الصحة. ويطرح تصريح الربيعة السابق سؤالاً ملحاً حول ماهية «الحزام الصحي» الذي كثيراً ما تغنّى به وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع، وردده عدد من مسؤولي الوزارة مراراً على مسامع المواطنين عبر وسائل الإعلام، على أن هدفه تقديم خدمات صحية تخصصية، من خلال إقامة مستشفيات تخصصية في كل مناطق السعودية، خصوصاً أن المانع كان يعلن مع صدور كل موازنة لوزارة الصحة تخصيص جزء من الموازنة لمشروع «الحزام الصحي».